٩٠

وقوله : إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثاقٌ ... (٩٠)

يقول : إذا واثق القوم النبىّ صلى اللّه عليه وسلّم ألّا يقاتلوه ولا يعينوا عليه ، فكتبوا صلحا لم يحلّ قتالهم ولا من اتّصل بهم ، فكان رأيه فى قتال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم كرأيهم فلا يحلّ قتاله. فذلك قوله (يصلون) معناه : يتصلون بهم.

و قوله أَوْ جاؤُكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ ، يقول : ضاقت صدورهم عن قتالكم أو قتال قومهم. فذلك معنى قوله حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أي ضاقت صدورهم.

وقد قرأ الحسن «حصرة صدورهم» ، والعرب تقول : أتانى ذهب عقله ، يريدون قد ذهب عقله. وسمع الكسائىّ بعضهم يقول : فأصبحت نظرت إلى ذات التنانير «١». فإذا رأيت فعل بعد كان ففيها قد مضمرة «٢» ، إلا أن يكون مع كان جحد فلا تضمر فيها (قد مع جحد) «٣» لأنها توكيد والجحد لا يؤكّد ألا ترى أنك تقول :

ما ذهبت ، ولا يجوز ما قد ذهبت.

(١) ذات التنانير : عقبة بحذاء زبالة.

(٢) انظر ص ٢٤ من هذا الجزء.

(٣) زيادة فى ش ، ج.

﴿ ٩٠