٢١

وقوله : وَإِذا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُمْ إِذا لَهُمْ مَكْرٌ (٢١) العرب تجعل (إذا) تكفى من فعلت وفعلوا. وهذا الموضع من ذلك :

اكتفى ب (إذا) من (فعلوا) ولو قيل (من بعد ضراء مستهم مكروا) كان صوابا.

وهو فى الكلام والقرآن كثير. وتقول : خرجت فإذا أنا بزيد. وكذلك يفعلون ب (إذ) كقول الشاعر «٢» :

بينما هنّ بالأراك معا إذ أتى راكب على جمله

(٢) هو جميل بن معمر العذرىّ. وقوله : «بينماهن» فى رواية الخزانة ٤/ ١٩٩ : «بينما نحن».

و أكثر الكلام فى هذا الموضع أن تطرح (إذ) فيقال :

بينا تبغيه العشاء وطوفه وقع العشاء به على سرحان «١»

و معناهما واحد ب (إذ) وبطرحها «٢».

(١) التبغى : الطلب. والسرحان : الذئب. والطوف : الطواف. يريد أنه حين طلب الخير لنفسه أصابه الهلاك ، وقد ضرب له مثلا من يبغى العشاء فيصادفه ذئب يأكله ، وهو مثل لهم قال فى مجمع الأمثال : «يضرب فى طلب الحاجة يؤدّى صاحبها إلى التلف». وفى أصله أقاويل مختلفة.

﴿ ٢١