٢٦

وقوله : لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى (٢٦) فى موضع رفع. يقال إن الحسنى الحسنة. (وزيادة) حدّثنا محمد قال حدّثنا الفرّاء قال حدثنى أبو الأحوص سلّام «٥» بن سليم عن أبى إسحاق السبيعىّ عن رجل عن أبى بكر الصدّيق رحمه اللّه قال : للذين أحسنوا الحسنى وزيادة : النظر إلى وجه الرب تبارك وتعالى. ويقال (للذين أحسنوا الحسنى) يريد حسنة مثل «٦» حسناتهم (وزيادة) زيادة التضعيف كقوله فَلَهُ «٧» عَشْرُ أَمْثالِها.

وقوله : وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئاتِ جَزاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِها (٢٧) رفعت الجزاء بإضمار (لهم) كأنك قلت : فلهم جزاء «٨» السيئة بمثلها كما قال فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيامٍ «٩» وفَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ «١٠» والمعنى : فعليه صيام ثلاثة أيام ، وعليه فدية. وإن شئت رفعت الجزاء بالباء فى قوله : جَزاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِها والأوّل أعجب إلىّ.

(٥) هو الكوفي أحد الأثبات الثقات. توفى سنة ١٧٩ كما فى شذرات الذهب.

(٦) كذا فى أ. وفى ش ، ج : «من».

(٧) آية ١٦٠ سورة الأنعام.

(٨) سقط فى أ

(٩ ، ١٠) آية ١٩٦ سورة البقرة.

و قوله : كَأَنَّما أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعاً و(قطعا) «١». والقطع قراءة العامّة.

وهى فى مصحف أبى كأنما يغشى وجوههم قطع من الليل مظلم فهذه حجة لمن قرأ بالتخفيف. وإن شئت جعلت المظلم وأنت تقول قطع قطعا «٢» من الليل ، وإن شئت جعلت المظلم نعتا للقطع ، فإذا قلت قطعا كان قطعا من الليل خاصة.

والقطع ظلمة آخر الليل فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ «٣».

(١) هذه قراءة ابن كثير والكسائي ويعقوب.

(٢) يريد أن يكون المظلم حالا من الليل ، وكذا فى الوجه الآتي فى المتحرك. ولو كان «نعتا» كان أظهر ، ويكون المراد بالنعت الحال.

(٣) آية ٨١ سورة هود.

﴿ ٢٦