٢٨

وقوله : فَزَيَّلْنا بَيْنَهُمْ (٢٨) ليست من زلت إنما هى من زلت ذا من ذا : إذا فرّقت أنت ذا من ذا.

وقال فَزَيَّلْنا لكثرة الفعل. ولو قلّ لقلت : زل ذا من ذا كقولك : مز ذا من ذا. وقرأ بعضهم فزايلنا بينهم وهو مثل قوله يُراؤُنَ

و يرءّون «٤» وَلا تُصَعِّرْ «٥» ، ولا تصاعر والعرب تكاد توفّق بين فاعلت وفعّلت فى كثير من الكلام ، ما لم ترد فعلت بي وفعلت بك «٦» ، فإذا أرادوا هذا لم تكن إلا فاعلت. فإذا أردت : عاهدتك وراءيتك وما يكون الفعل فيه مفردا فهو الذي يحتمل فعلت وفاعلت. كذلك يقولون :

كالمت فلانا وكلّمته ، وكانا متصارمين فصارا يتكالمان ويتكلّمان.

(٤) آية ١٤٢ سورة النساء. وقد قرأ بتشديد الهمزة ابن أبى إسحق. [.....]

(٥) آية ١٨ سورة لقمان. قرأ نافع وأبو عمرو والكسائي وخلف «تصاعر» والباقون «تصعر».

(٦) يعنى إذا كان الفعل بين اثنين.

﴿ ٢٨