١٢

وقوله يرتع ويلعب [١٢] من سكّن العين أخذه من القيد والرّتعة «٢» وهو يفعل حينئذ ومن قال (يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ) فهو يفتعل من رعيت ، فأسقط الياء للجزم.

وقوله : وَجاؤُ عَلى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ [١٨] معناه : مكذوب : والعرب تقول للكذب. مكذوب وللضعف «٣» : مضعوف ، وليس له عقد رأى ومعقود رأى فيجعلون المصدر فى كثير من الكلام مفعولا. ويقولون : هذا أمر ليس له معنىّ يريدون معنى ، ويقولون للجلد : مجلود قال الشاعر :

إن أخا المجلود من صبرا «٤» وقال الآخر «٥» :

حتّى إذا لم يتركوا لعظامه لحما ولا لفؤاده معقولا

و قال أبو ثروان : إنّ بنى نمير ليس لحدّهم «٦» مكذوبة ومعنىقوله (بِدَمٍ كَذِبٍ) أنهم قالوا ليعقوب : أكله الذئب. وقد غمسوا قميصه فى دم جدى. فقال : لقد كان هذا الذئب رفيقا بابني ، مزّق جلده ولم يمزق ثيابه. قال : وقالوا : اللصوص قتلوه ، قال : فلم تركوا قميصه! وإنما يريدون الثياب. فلذلك قيل (بِدَمٍ كَذِبٍ) ويجوز فى العربيّة أن تقول : جاءوا على قميصه بدم كذبا كما تقول : جاءوا بأمر باطل وباطلا ، وحق وحقا.

(٢) هو الاتساع فى الخصب واللهو.

(٣) فى الأصول : «للضعيف» وما أثبت عن اللسان فى حكاية كلام الفراء فى (كذب)

(٤) الشطر فى اللسان (جلد) : واصبر فان أخا المجلود من صبرا.

(٥) هو الراعي النميري.

(٦) ب : «لجدهم».

و قوله : (فَصَبْرٌ جَمِيلٌ) مثل قوله : (فَصِيامُ «١» ثَلاثَةِ أَيَّامٍ) (فَإِمْساكٌ «٢» بِمَعْرُوفٍ) ولو كان :

فصبرا جميلا يكون كالآمر لنفسه بالصبر لجاز. وهى فى قراءة أبىّ (فصبرا جميلا) كذلك على النصب بالألف.

(١) الآية ١٩٦ سورة البقرة ، والآية ٨٩ سورة المائدة.

(٢) الآية ٢٩ ، سورة البقرة.

﴿ ١٢