٣٧

وقوله : (إِلَّا نَبَّأْتُكُما بِتَأْوِيلِهِ) [٣٧] يقول : بسببه وألوانه. وقوله : (وَ هُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كافِرُونَ) العرب لا تجمع اسمين قد كنى عنهما ليس بينهما شىء إلّا أن ينووا التكرير وإفهام المكلّم فإذا أرادوا ذلك قالوا : أنت أنت فعلت ، وهو هو أخذها. ولا يجوز أن نجعل الآخرة توكيدا للأولى ، لأن لفظهما واحد. ولكنهم إذا وصلوا الأوّل بناصب أو خافض أو رافع أدخلوا له اسمه فكان توكيدا. أمّا المنصوب فقولك : ضربتك أنت ، والمخفوض : مررت بك أنت ، والمرفوع :

قمت أنت. وإنما فعلوا ذلك لأن الأوّل قلّ واختلف لفظه ، فأدخلوا اسمه المبتدأ. فإذا قالوا : أنت فينا أنت راغب ففرقوا بينهما بصفة «٣» قالوا ذلك ، وكأنه فى مذهبه بمنزلة قوله : (كُتِبَ «٤» عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ) كأنّ الأوّل ملغى والاتّكاء والخبر عن الثاني. وكذلكقوله :

(أَ يَعِدُكُمْ «٥» أَنَّكُمْ إِذا مِتُّمْ) ثم قال : (أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ) وهما جميعا فى معنى واحد ، إلا أن ذلك جاز حين فرق بينهما بإذا. ومثله : (وَ هُمْ «٦» بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ).

(٣) يريد الجار والمجرور : (فينا).

(٤) الآية ٤ سورة الحج.

(٥) الآية ٣٥ سورة المؤمنين.

(٦) الآية ٤ سورة لقمان. [.....]

﴿ ٣٧