ومن سورة الكهف

قوله تبارك وتعالى : وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً قَيِّماً المعنى : الحمد للّه الذي أنزل على عبده الكتاب قيّما ، ولم يجعل له عوجا. ويقال فى القيّم : قيّم على الكتب أي أنه بصدّقها.

وقوله (لِيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً) مع البأس أسماء «٥» مضمرة يقع عليها الفعل قبل أن يقع على البأس. ومثله فى آل عمران (إِنَّما ذلِكُمُ «٦» الشَّيْطانُ يُخَوِّفُ أَوْلِياءَهُ) معناه :

يخوفكم أولياءه.

وقوله : ما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلا لِآبائِهِمْ معناه ولا لأسلافهم : آبائهم وآباء آبائهم [ولا] يعنى الآباء الذين هم لأصلابهم فقط.

(٤) الآية ٤٠ سورة المؤمنين

(٥) والأصل لينذركم أو لينذر المشركين. وكأن المراد بالأسماء الجنس فيصدق بالواحد

(٦) الآية ١٧٥ سورة آل عمران

و قوله : (كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْواهِهِمْ) نصبها أصحاب عبد اللّه ، ورفعها الحسن وبعض «١» أهل المدينة. فمن نصب أضمر فى (كَبُرَتْ) : كبرت تلك الكلمة كلمة. ومن رفع لم يضمر شيئا كما تقول : عظم قولك وكبر كلامك.

(١) وقد نسبت هذه القراءة إلى ابن محيصن

٦

وقوله فَلَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ [٦] أي مخرج نفسك قاتل نفسك.

وقوله : (إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا) تكسرها «٢» إذا لم يكونوا آمنوا على نيّة الجزاء ، وتفتحها إذا أردت أنها قد مضت مثل قوله فى موضع آخر : (أَ فَنَضْرِبُ «٣» عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً أَنْ كُنْتُمْ) و(أن كنتم).

ومثله قول الشاعر :

أ تجزع أن بان الخليط المودّع وجبل الصّفا من عزّة المتقطع

(٢) الكسر قراءة العامة

(٣) الآية ٥ سورة الزخرف والكسر قراءة نافع وحمزة والكسائي وأبى جعفر وخلف ، وافقهم الحسن والأعمش ، والباقون بالفتح

﴿ ٦