٤١وقوله : وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ [٤١] وتسبيحه ترفع كلّا بما عاد إليه من ذكره وهى الهاء فى (صَلاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ) وإن شئت جعلت العلم لكل ، أي كل قد عاد صلاته وتسبيحه فإن شئت جعلت الهاء صلاة نفسه وتسبيحا. إن شئت : تسبيح اللّه وصلاته التي نصلّيها له وتسبيجها ، وفى القول الأوّل : كلّ قد علم اللّه صلاته وتسبيحه. ولو أتت كلّا قد علم بالنصب على قولك : علم اللّه صلاة كلّ وتسبيحه فتنصب لوقوع الفعل على راجع ذكرهم. أنشدنى بعض العرب : كلّا قرعنا فى الحروب صفاته ففررتم وأطلتم الخذلانا «٣» و لا يجوز أن تقول : زيدا ضربته. وإنما جاز فى كلّ لأنها لا تأتى إلّا وقبلها كلام ، كأنها متّصلة به كما تقول : مررت بالقوم كلّهم ورأيت القوم كلّا يقول ذلك ، فلمّا كانت نعتا مستقصى به كانت مسبوقة بأسمائها وليس ذلك لزيد ولا لعبد «٤» اللّه ونحوهما لأنها أسماء مبتدآت. وقد قال بعض النحويين : زيدا ضربته ، فنصبه بالفعل كما تنصبه إذا كان قبله كلام. ولا يجوز ذلك إلا أن تنوى التكرير ، كأنه نوى أن يوقع ب : يقع الضرب على زيد قبل أن يقع على الهاء ، فلمّا تأخّر الفعل أدخل الهاء على التكرير. ومثله ممّا يوضحه. (٣) الصفاة : الصخرة الملساء. ويقال : قرع صفاته إذا آذاه ونال منه. (٤) ا : «عبد اللّه». قولك : بزيد مررت به. ويدخل على من قال زيدا ضربته على كلمة «١» أن يقول : زيدا مررت به وليس ذلك بشىء لأنه ليس قبله شىء يكون طرفا للفعل. (١) أي على أن يكون جملة واحدة لا على نية التكرير. |
﴿ ٤١ ﴾