٣٠

قوله : مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ [٣٠] اجتمعت القراء على قراءة (مَنْ يَأْتِ) بالياء واختلفوا فى قوله «٢»

: (وَ يَعْمَلْ صالِحاً) فقرأها عاصم والحسن وأهل المدينة بالتاء : وقرأها الأعمش «٣»

و أبو عبد الرحمن السلمىّ بالياء. فالذين قرءوا بالياء اتبعوا الفعل الآخر ب (يَأْتِ «٤»

) إذ كان مذكّرا.

والذين أنّثوا قالوا لمّا جاء الفعل بعدهنّ «٥»

علم أنه للأنثى ، فأخرجناه على التأويل. والعرب تقول :

كم بيع لك جارية ، فإذا قالوا : كم جارية بيعت لك أنّثوا ، والفعل فى الوجهين جميعا لكم ، إلّا أن الفعل لمّا أتى بعد الجارية ذهب به إلى التأنيث ، ولو ذكّر كان صوابا ، لأنّ الجارية مفسّرة ليس الفعل لها ، وأنشدنى بعض العرب :

أيا أم عمرو من يكن عقر داره جواء عدىّ يأكل الحشرات

و يسود من لفح السّموم جبينه ويعرو إن كانوا ذوى بكرات «٦»

و جواء عدىّ.

قال الفراء : سمعتها أيضا نصبا ولو قال : (وإن كان) كان صوابا وكل حسن.

ومن يقنت [٣١] بالياء لم يختلف القراء فيها.

(٢) أي فى الآية : ٣١.

(٣) وكذا حمزة والكسائي وخلف.

(٤) كذا. والأحسن : «يأت».

(٥) أي ما بعد من يدل على النساء كقوله : «منكن».

(٦) ا : «نكرات» في مكان «بكرات».

و قوله : (نُؤْتِها) قرأها أهل الحجاز بالنون. وقرأها يحيى «١»

بن وثّاب والأعمش وأبو عبد الرحمن السلمىّ بالياء.

(١) وكذا حمزة والكسائي وخلف.

﴿ ٣٠