٢٩

و قوله : إِنْ كانَتْ إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً [٢٩] نصبتها القراء ، إلا أبا جعفر ، فإنه رفعها ، على ألّا يضمر فى (كانت) اسما. والنصب إذا أضمرت فيها كما تقول : اذهب فليس إلّا اللّه الواحد القهّار والواحد القهّار ، على هذا التفسير ، وسمعت بعض العرب يقول لرجل يصفه بالخبّ «٣» : لو لم يكن إلّا ظلّه لخابّ «٤» ظلّه. والرفع والنصب جائزان. وقد قرأت القراء (إِلَّا أَنْ تَكُونَ «٥» تِجارَةً حاضِرَةً) بالرفع والنصب. وهذا من ذاك.

وقوله (إِنْ كانَتْ إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً) وفى قراءة عبد اللّه (إن كانت إلّا زقية) والزقية والزقوة لغتان. يقال زقيت وزقوت. وأنشدنى بعضهم وهو يذكر امرأة :

تلد غلاما عارما يؤذيك ولو زقوت كزقاء الدّيك

(٣) الخب : الخبث. وخاب بتشديد الباء : خدع ومكر.

(٤) الخب : الخبث. وخاب بتشديد الباء : خدع ومكر.

(٥) الآية ٢٩ سورة النساء. والنصب لعاصم وحمزة والكسائي وخلف. والرفع لغيرهم.

﴿ ٢٩