٣٠و قوله : يا حَسْرَةً عَلَى الْعِبادِ [٣٠] المعنى : يا لها حسرة على العباد. وقرأ بعضهم (يا حسرة العباد) والمعنى فى العربيّة واحد. واللّه أعلم. والعرب إذا دعت نكرة موصولة بشىء آثرت النصب ، يقولون : يا رجلا كريما أقبل ، ويا راكبا على البعير أقبل. فإذا أفردوا رفعوا أكثر/ ١٥٦ ب ممّا ينصبون. أنشدنى بعضهم : يا سيّدا ما أنت من سيّد موطّأ الأعقاب رحب الذراع قوّال معروف وفعّاله نحّار أمّات الرّباع الرّتاع «٦» (٦) من قصيدة مفضلية للسفاح بن بكير اليربوعي ، يرثى فيها يحيى بن شداد اليربوعي وقوله : ما أنت من سيد تعجب من سيادته وفضله. و«موطأ الأعقاب» الرواية فى المفضليات : «موطأ البيت» والمراد هنا أن الناس يتبعونه ويطئون عقبه لأصالة رأيه. وفى الأساس : «و فلان موطأ العقب أي كثير الأتباع» وأمات الرباع : النوق التي لها رباع وهى جمع ربع كصرد لما ينتج فى الربيع. والرتاع من صفة أمات وهى التي ترعى فى الخصب. وانظر المفضلية ٢٩٢ والخزانة ٢/ ٥٣٦. أنشدنيه بعض بنى سليم (موطّأ) بالرفع ، وأنشدنيه الكسائىّ (موطّأ) بالخفض. وأنشدنى آخر : ألا يا قتيلا ما قتيل بنى حلس إذا ابتلّ أطراف الرماح من الدعس «١» و لو رفعت النكرة الموصولة بالصّفة كان صوابا. قد قالت العرب : يا دار غيّرها البلى تغييرا تريد : يا أيّتها الدار غيّرها. وسمعت أبا الجراح يقول لرجل : أيا مجنون مجنون ، إتباع «٢». وسمعت من العرب : يا مهتمّ بأمرنا لا تهتمّ ، يريدون : يا أيّها المهتمّ. (١) بنوحلس : بطين من الأزد كما فى اللسان (حلس). والدعس : الطعن. (٢) سقط فى ا ، ب وكأنه يريد أن «مجنون» الآخرة إتباع للأولى. |
﴿ ٣٠ ﴾