ومن سورة السجدة٣قوله عز وجل : كِتابٌ فُصِّلَتْ آياتُهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا (٣). تنصب [قرآنا] «٨» على الفعل ، أي : فصلت آياته كذلك ، ويكون نصبا على القطع لأن الكلام (٨) زيادة من ح ، ش. تام عند قوله : (آياته) «١». ولو كان رفعا على أنه من نعت الكتاب كان صوابا. كما قال فى موضع آخر : «كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ مُبارَكٌ» «٢» ، وكذلك قوله : «بَشِيراً وَنَذِيراً «٣»» فيه «٤» ما فى : «قُرْآناً عَرَبِيًّا». (١) جاء فى تفسير النسفي : نصب : «قرآنا عربيا. على الاختصاص والمدح ، أي أريد بهذا الكتاب المفصل قرآنا من صفته : كيت وكيت ، أو على الحال أي فصلت آياته فى حال كونه قرآنا عربيا تفسير النسفي ٣/ ٢٦٤ ، وانظر تفسير الطبري ٢٤/ ٥٣. (٢) سورة ص : آية ٢٩. (٣) قرأ زيد بن على : «بشير ونذير» برفعهما على الصفة لكتاب ، أو على خبر مبتدأ محذوف (البحر المحيط ٧/ ٤٨٣) وانظر تفسير الطبري ٢٤/ ٥٣. (٤) سقط (فيه) فى ح ، ش. ٥وقوله : وَمِنْ بَيْنِنا وَبَيْنِكَ حِجابٌ (٥). يقول : بيننا وبينك فرقة فى ديننا ، فاعمل فى هلاكنا إننا عاملون فى ذلك منك ، ويقال : فاعمل بما تعلم من دينك فإننا عاملون بديننا. ٧وقوله : لا يُؤْتُونَ الزَّكاةَ (٧). والزكاة «٥» فى هذا الموضع : أن قريشا كانت تطعم الحاج وتسقيهم ، فحرموا ذلك من آمن بمحمد صلى اللّه عليه فنزل هذا فيهم ، ثم قال : وفيهم أعظم من هذا كفرهم بالآخرة. (٥) سقط فى ح ، ش لفظ (الزكاة). ١٠وقوله : وَقَدَّرَ فِيها أَقْواتَها (١٠) وفى قراءة عبد اللّه : وقسم فيها أقواتها «٦» ، جعل فى هذه «٧» ما ليس فى هذه ليتعايشوا ويتجروا. (٦) انظر الطبري ٢٤/ ٥٧. [.....] (٧) زاد فى ب بعد هذه الأولى كلمة البلدة بين السطور. وقوله : سَواءً لِلسَّائِلِينَ (١٠) نصبها «٨» عاصم وحمزة ، وخفضها الحسن «٩» ، فجعلها من نعت الأيام ، وإن شئت من نعت (٨) فى كل من ب ، ح ، ش نصبا العوام عاصم وحمزة. (٩) قرأ الجمهور «سواء» بالنصب على الحال ، وأبو جعفر بالرفع أي : هو سواء ، وزيد بن على والحسن وابن أبى اسحق وعمرو بن عبيد ، وعيسى ، ويعقوب بالخفض نعتا لأربعة أيام (البحر المحيط ٧/ ٤٨٦ ، وانظر الإتحاف : ٣٨٠) الأربعة ، ومن نصبها جعلها متصلة بالأقوات ، وقد ترفع كأنه ابتداء ، كأنه قال : ذلك سواء للسائلين ، يقول لمن أراد علمه. ١١وقوله : قالَتا أَتَيْنا (١١). جعل السموات والأرضين كالثّنتين كقوله : «وَ ما خَلَقْنَا السَّماءَ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما» «١» ولم يقل : [وما] «٢» بينهن ، ولو كان كان «٣» صوابا. (١) سورة الحجر الآية ٨٥ ، وسورة الأنبياء الآية ١٦. (٢) زيادة من ب. (٣) سقط فى ح لفظ كان وقوله : أَتَيْنا طائِعِينَ (١١). ولم يقل : طائعتين ، ولا طائعات. ذهب «٤» به إلى السموات ومن فيهن ، وقد يجوز : أن تقولا ، وإن كانتا اثنتين : أتينا طائعين ، فيكونان كالرجال لمّا تكلمتا. (٤) فى ش ذهب. ١٢وقوله : فَقَضاهُنَّ (١٢). يقول : خلقهن ، وأحكمهن. وقوله : وَأَوْحى فِي كُلِّ سَماءٍ أَمْرَها (١٢). يقول : جعل فى كل سماء ملائكة فذلك أمرها. ١٤وقوله : إِذْ جاءَتْهُمُ [١٦٥/ ١] الرُّسُلُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ (١٤). أتت الرسل آباءهم ، ومن كان قبلهم ومن خلفهم يقول : وجاءتهم أنفسهم رسل من بعد أولئك الرسل ، فتكون الهاء والميم فى (خلفهم) للرسل ، وتكون لهم تجعل من خلفهم لما معهم. ١٦وقوله : رِيحاً صَرْصَراً (١٦). باردة تحرق [كما تحرق ] «٥» النار. (٥) ما بين المعقوفتين ساقط فى ح. وقوله : فِي أَيَّامٍ نَحِساتٍ (١٦). العوام على تثقيلها لكسر الحاء ، وقد خفف بعض أهل المدينة : (نحسات) «١». قال : [وقد سمعت بعض العرب ينشد : أبلغ جذاما ولخما أن إخوتهم طيا وبهراء قوم نصرهم نحس ] «٢». و هذا «٣» لمن ثقّل ، ومن خفّف بناه على قوله : «فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ» «٤». (١) جاء فى تفسير الطبري : قرأ عامة قراء الأمصار غير نافع وأبى عمر وفى أيام نحسات بكسر الحاء ، وقرأ نافع وأبو عمر ونحسات بسكون الحاء ، وكان أبو عمرو فيما ذكر لنا عنه يحتج لتسكينه الحاء بقبوله «يوم نحس مستمر» تفسير الطبري ٢٤/ ٦٠. (٢) ما بين المعقوفتين سقط فى ش. وفى تفسير الطبري ورد البيت : طيا وبهزا (وهو تصحيف) وانظر البحر المحيط ٧/ ٤٨١. (٣) فى ب ، ش فهذا. (٤) سورة القمر الآية : ١٩. ١٧وقوله : وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ (١٧). القراءة برفع ثمود ، قرأ بذلك عاصم ، وأهل المدينة والأعمش. إلا أن الأعمش كان «٥» يجرى ثمود فى كل القرآن إلا قوله : «وَ آتَيْنا ثَمُودَ النَّاقَةَ» ، فإنه كان لا ينون ، لأنّ كتابه بغير ألف. ومن أجراها جعلها اسما لرجل أو لجبل ، ومن لم يجرها جعلها اسما للأمة التي هى منها قال : وسمعت بعض العرب يقول : تترك بنى أسد وهم فصحاء ، فلم يجر أسد ، وما أردت به القبيلة من الأسماء التي تجرى فلا تحرها ، وإجراؤها أجود فى العربية مثل قولك : جاءتك تميم بأسرها ، وقيس بأسرها ، فهذا مما يجرى ، ولا يجرى مثل التفسير فى ثمود وأسد. وكان الحسن يقرأ : «وَ أَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ» بنصب «٦» ، وهو وجه ، والرفع أجود منه ، لأنّ أمّا تطلب الأسماء ، وتمتنع من الأفعال ، فهى بمنزلة الصلة للاسم ، ولو كانت أمّا حرفا يلى الاسم إذا شئت ، والفعل إذا شئت كان الرفع والنصب معتدلين مثل قوله : «وَ الْقَمَرَ قَدَّرْناهُ مَنازِلَ» «٧» ، ألا ترى أنّ الواو تكون مع الفعل ، ومع الاسم؟ فتقول : عبد اللّه ضربته وزيدا تركته لأنك تقول : وتركت زيدا ، فتصلح فى الفعل الواو كما صلحت فى الاسم ، ولا تقول : أمّا ضربت فعبد اللّه «٨» ، كما تقول : أمّا عبد اللّه فضربت ، ومن أجاز النصب وهو يرى هذه العلة [١٦٥/ ب ] فإنه يقول : (٥) ساقط فى ح : «إلا أن الأعمش كان. (٦) وهى قراءة ابن اسحق أيضا (انظر تفسير الطبري ح ٢٤/ ٦١). [.....] (٧) سورة يس الآية ٣٩. (٨) ضبط (ب) أما ضربت فعبد اللّه. خلقة ما نصب الأسماء أن يسبقها لا أن تسبقه «١». وكل صواب. (١) فى الأصل : لا أن يسبقه ، تحريف وفى (ش) لأن أن تسبقه وهو خطأ. وقوله : فَهَدَيْناهُمْ (١٧). يقول : دللناهم على مذهب الخير ، ومذهب الشر ، كقوله : «وَ هَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ» «٢». الخير ، والشر «٣». [حدثنا أبو العباس قال ، حدثنا «٤» محمد قال ] حدثنا الفراء قال : حدثنى قيس عن زياد بن علاقة عن أبى عمارة عن على بن أبى طالب أنه قال فى قوله : «وَ هَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ» : الخير ، والشر. قال أبو زكريا : وكذلك قوله : «إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ إِمَّا شاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً» «٥». والهدى على وجه آخر الذي هو الإرشاد بمنزلة قولك : أسعدناه ، من ذلك. قوله : «أُولئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ» «٦» فى كثير من القرآن. (٢) سورة البلد الآية ١٠. (٣) سقط فى ح ، ش : الخير والشر. (٤) ما بين المعقوفتين زيادة فى ح ، ش. (٥) سورة الإنسان الآية ٣. (٦) سورة الأنعام الآية ٩٠. ١٩وقوله : فَهُمْ يُوزَعُونَ (١٩). فهى من وزعت ، ومعنى وزعته : حبسته وكففته ، وجاء فى التفسير : يحبس أولهم على آخرهم حتى يدخلوا النار. قال : وسمعت بعض العرب يقول : لأبعثن عليكم «٧» من يزعكم ويحكمكم من الحكمة التي للدابة «٨». قال : وأنشدنى أبو ثروان العكلي : فإنكما «٩» إن تحكمانى وترسلا علىّ غواة الناس إيب وتضلعا «١٠» (٧) في ب ، ش إليكم. صفحة ناقصة حكمة (١) فى ب ، ح ما كنى اللّه عنه. (٢) البقرة آية ٢٣٥. [.....] (٣) المائدة آية ٦. (٤) زاد فى ب ، ح ، ش : منها. (٥) في ب ، ش : وفى. (٦) كذا في المصاحف للسجستانى ص : ٨٥. (٧) في ب ، ح : رفع رفعته. (٨) الآيات : ١ ، ٢ ، ٣. (٩) وهى أيضا قراءة : الأعمش ، وطلحة ، وقنبل خبر مبتدأ محذوف ، أو خبر بعد خبر (البحر المحيط ٧/ ١٨٣). و فى قراءة عبد اللّه «١» : «أ ألد وأنا عجوز وهذا بعلى شيخ «٢»» ، وفى ق : «هذا ما لَدَيَّ عَتِيدٌ» «٣» كل هذا على الاستئناف ولو نويت الوصل كان نصبا ، قال : وأنشدنى بعضهم : من يك ذا بتّ فهذا بتّى مقيّظ مصيّف مشتّى جمعته من نعجات ست «٤» (١) جاء فى البحر المحيط (٥/ ٢٤٤) : قرأ ابن مسعود ، وهو فى مصحفه ، والأعمش : «شيخ» بالرفع ، وجوزوا فيه ، وفى «بعلى» أن يكونا خبرين ، كقولهم : هذا حلو حامض ، وأن يكون بعلى خبرا ، وشيخ خبر مبتدأ محذوف. (٢) سورة هود الآية ٧٢. (٣) الآية ٢٣. (٤) ينسب لرؤبة بن العجاج ، وهو من شواهد سيبويه ١/ ٢٥٨ وانظر شرح ابن عقيل ١/ ٢٢٣. ٢٥و قوله : وَقَيَّضْنا لَهُمْ قُرَناءَ فَزَيَّنُوا لَهُمْ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ (٢٥). من أمر الآخرة ، فقالوا : لا جنة ، ولا نار ، ولا بعث ، ولا حساب ، وما خلفهم من أمر الدنيا فزينوا لهم اللذات ، وجمع الأموال ، وترك النفقات فى وجوه البر ، فهذا ما خلفهم ، وبذلك جاء التفسير «٥» ، وقد يكون ما بين أيديهم ما هم فيه من أمر الدنيا ، وما خلفهم من أمر الآخرة. (٥) كذا فى تفسير الطبري : ٢٤/ ٦٤. ٢٦وقوله : وَالْغَوْا فِيهِ (٢٦). قاله كفّار قريش ، قال لهم أبو جهل : إذا تلا محمد صلى اللّه عليه القرآن فالغوا فيه الغطوا ، لعله يبدّل أو ينسى فتغلبوه. ٢٨وقوله : ذلِكَ جَزاءُ أَعْداءِ اللَّهِ النَّارُ ، ثم قال : لَهُمْ فِيها دارُ الْخُلْدِ (٢٨). وهى النار بعينها ، وذلك صواب لو قلت : لأهل الكوفة منها دار صالحة ، والدار هى الكوفة ، وحسن حين قلت [بالدار] «٦» والكوفة هى «٧» والدار فاختلف لفظاهما ، وهى فى قراءة عبد اللّه : «ذلك جزاء أعداء اللّه «٨» النار دار الخلد» «٩» فهذا بيّن لا شىء فيه ، لأن الدار هى النار. (٦) زيادة من ب. (٧) سقط فى ش لفظ (هى). [.....] (٨) لم يثبت فى ح ، ش : (ذلك جزاء أعداء اللّه النار). (٩) انظر الطبري ٢٤/ ٦٥. ٢٩وقوله : رَبَّنا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ (٢٩). يقال : إن الذي أضلهم من الجن إبليس [و] «١» من الإنس قابيل الذي قتل أخاه يقول : هو أول من سنّ الضلالة من الإنس. (١) زيادة من ب ، ح ، ش. ٣٠وقوله : تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ (٣٠). عند الممات يبشرونهم بالجنة ، وفى قراءتنا «ألّا تخافوا» «٢» ، وفى قراءة عبد اللّه : «لا تخافوا» «٣» بغير أن على مذهب الحكاية. (٢) وهى قراءة الجمهور. (٣) بمعنى نتنزل عليهم قائلة : لا تخافوا ولا تحزنوا (تفسير الطبري ٢٤/ ٦٧). ٣٥وقوله : وَما يُلَقَّاها إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا (٣٥). يريد ما يلقّى دفع السيئة بالحسنة «٤» إلّا من هو صابر ، أو ذو حظ عظيم ، فأنّثها «٥» لتأنيث الكلمة ، ولو أراد الكلام [فذكر] «٦» كان صوابا. (٤) فى ح : دفع السيئة الحسنة. (٥) فى (ا) فا؟؟؟ ، والتصويب من ب ، ح. (٦) زيادة من ب ، ح. ٣٦وقوله : وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطانِ نَزْغٌ (٣٦). يقول : يصدنّك عن أمرنا إياك يدفع بالحسنة السيئة «٧» فاستعذ باللّه تعوّذ به. (٧) كذا فى ب : وفى الأصل : بدفع الحسنة السيئة. ٣٧وقوله : لا تَسْجُدُوا «٨» لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ (٣٧). خلق الشمس والقمر والليل والنهار ، وتأنيثهن فى قوله : «خلقهن» [١٦٦/ ب ] لأن كل ذكر من غير الناس وشبههم فهو فى جمعه مؤنث تقول : مرّ بي أثواب فابتعتهن ، وكانت لى مساجد فهدمتهن وبنيتهن يبنى «٩» [على ] «١٠» هذا. (٨) فى (ا) ألا تسجدوا وهو خطأ من الناسخ. (٩) فى ش بيتا وهو خطأ. (١٠) الزيادة من ب ، ح. ٣٩وقوله : اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ (٣٩). زاد ريعها ، وربت ، أي : أنها تنتفخ ، ثم تصدّع عن النبات. ٤١و قوله : إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جاءَهُمْ (٤١). يقال : أين جواب إنّ؟ فإن شئت جعلته «أُولئِكَ يُنادَوْنَ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ». وإن شئت كان فى قوله : «وَ إِنَّهُ لَكِتابٌ عَزِيزٌ» (٤١) «لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ (٤٢)» ، فيكون جوابه معلوما فيترك ، وكأنه أعرب الوجهين [وأشبهه بما جاء فى القرآن. ٤٢وقوله : لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ (٤٢) ، يقول : التوراة والإنجيل لا تكذبه وهى [من ] «١» بين يديه «و لا من خلفه» ، يقول : لا ينزل بعده كتاب بكذبه ] «٢». (١) زيادة من ب. (٢) ما بين المعقوفتين مطموس فى (ا) ونقل من النسخة ش لوحة ١٧١ وب لوحة ١٧. [.....] ٤٣وقوله : ما يُقالُ لَكَ إِلَّا ما قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ (٤٣). جزع (صلى اللّه عليه) من تكذيبهم إياه ، فأنزل اللّه جل وعز عليه «٣» : ما يقال لك من التكذيب إلا كما كذب الرسل من «٤» قبلك : قرأ الأعمش وعاصم «٥» : «أ أعجمىّ وعربىّ» (٤٤). استفهما ، وسكنا العين ، وجاء التفسير : أيكون «٦» هذا الرسول عربيا والكتاب أعجمى؟ «٧» وقرأ «٨» الحسن بغير استفهام «٩» : أعجمى وعربى ، كأنه جعله من قيلهم ، يعنى الكفرة «١٠» ، أي : هلّا فصلت آياته منها عربى يعرفه العربي ، وعجمى يفهمه العجمي ، فأنزل اللّه عز وجل : «قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفاءٌ» (٤٤). وقرأها بعضهم «١١» : «أعجمىّ وعربى» يستفهم وينسبه إلى العجم. (٣) سقط فى ب لفظ عليه. (٤) سقط في ب لفظ من. (٥) وهى قراءة قالون وأبى عمرو وأبى جعفر بهمزتين على الاستفهام (انظر الاتحاف ٣٨١). (٦) فى (ا) ان يكون. (٧) فى ب ، ح : قال وقرأ. (٨) فى ش وقال الحسن. (٩) وهى رواية قنبل وهشام ورويس (انظر النشر ١/ ٣٦٦) وهى أيضا قراءة أبى الأسود وآخرين (انظر المحتسب ٢/ ٢٤٧). (١٠) العبارة فى ح ، ش من قيل الكفرة. (١١) هو عمرو بن ميمون (المحتسب ٢/ ٢٤٨). ٤٤و قوله : وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى (٤٤). حدثنا الفراء «١» قال : وحدثنى غير واحد منهم [أبو الأحوص و] «٢» مندل عن موسى بن أبى عائشة عن سليمان بن قتة عن ابن عباس أنه قرأ : عم «٣». (١) فى ب : حدثنا محمد قال. (٢) ما بين المعقوفتين زيادة من ب ، ح ، ش. (٣) انظر تفسير الطبري ٢٤/ ٧٣ ، وهى أيضا قراءة ابن الزبير ، ومعاوية بن أبى سفيان وعمرو بن العاص (البحر المحيط ٧/ ٥٠٢). وقوله : أُولئِكَ يُنادَوْنَ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ (٤٤). تقول للرجل الذي لا يفهم قولك : أنت تنادى من بعيد ، تقول للفهم : إنك لتأخذ الشيء من قريب. وجاء فى التفسير : كأنما «٤» ينادون [من السماء] «٥» فلا يسمعون «٦». (٤) فى (ا) كانوا. (٥) ما بين المعقوفتين زيادة فى ب. [.....] (٦) انظر اللسان مادة بعد. وانظر تفسير النسفي ٣/ ٢٧٩. ٤٧وقوله : وَما تَخْرُجُ مِنْ ثمرة «٧» من أكمامها (٤٧). قشر الكفرّاة «٨» كمّ ، وقرأها أهل الحجاز «٩» : «وَ ما تَخْرُجُ مِنْ ثَمَراتٍ» «١٠ (٧) كذا فى كل النسخ ، وفى قراءة حفص «من ثمرات». (٨) الكفراة بالضم وتشديد الراء وفتح الفاء وضمها : وعاء الطلع وقشره الأعلى (اللسان مادة كفر). (٩) أبو جعفر ونافع ، وقرأها كذلك ابن عامر وابن مقسم انظر المحيط ٧/ ٥٠٤. (١٠) وقرأته قراء الكوفة «من ثمرة» على لفظ الواحدة (تفسير الطبري ٢٥/ ٢). ». وقوله : قالُوا آذَنَّاكَ (٤٧). هذا من قول الآلهة التي كانوا يعبدونها فى الدنيا. قالوا : أعلمناك ما منا من شهيد بما قالوا. ٤٩وقوله : لا يَسْأَمُ الْإِنْسانُ مِنْ دُعاءِ الْخَيْرِ (٤٩). وفى «١١» قراءة عبد اللّه : «من دعاء بالخير» «١٢». (١١) كذا فى ب ، ش ، وفى الأصل : فى قراءة. (١٢) فى البحر المحيط ٧/ ٥٠٤ : قرأ عبد اللّه : «من دعاء بالخير» بباء داخلة على الخير. ٥١وقوله : فَذُو دُعاءٍ عَرِيضٍ (٥١) يقول : ذو دعاء كثير إن وصفته بالطول والعرض فصواب : ٥٣و قوله : [١٦٧/ ١] أَوَ لَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ (٥٣). [أنه إن شئت جعلت أنّ فى موضع خفض على التكرير : أو لم يكف بربك بأنه على كل شىء شهيد ، وإن شئت جعلته رفعا على قولك : أو لم يكف بربك ] «١» شهادته على كل شىء ، والرفع أحبّ إلىّ. |
﴿ ٠ ﴾