١٨

وقوله : فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جاءَ أَشْراطُها (١٨).

(أن) مفتوحة فى القراءة كلها. حدثنا الفراء قال : وحدثنى أبو جعفر الرؤاسى قال : قلت لأبى عمرو بن العلاء : ما هذه الفاء التي فى قوله : «فَقَدْ جاءَ أَشْراطُها»؟ قال : جواب للجزاء.

قال : قلت : إنها (أن تأتيهم) مفتوحة؟ قال : فقال : معاذ اللّه إنما هى (إن تأتهم). قال الفراء :

فظننت أنه أخذها عن أهل مكة لأنه عليهم قرأ ، وهى أيضا فى بعض مصاحف الكوفيين : تأتهم بسينة واحده «٢» ، ولم يقرأ بها «٣» أحد منهم ، وهو من المكرّر : هل ينظرون إلا الساعة ، هل ينظرون إلا أن تأتيهم بغتة. والدليل على ذلك أن التي فى الزخرف فى قراءة عبد اللّه : «هل ينظرون إلّا أن تأتيهم الساعة» «٤» ومثله : «وَ لَوْ لا رِجالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِساءٌ مُؤْمِناتٌ» «٥» لو لا أن تطئوهم فإن فى موضع رفع عند الفتح ، وأن فى الزخرف - وهاهنا نصب «٦» مردودة على الساعة ، والجزم جائز تجعل : هل ينظرون إلا الساعة مكتفيا ، ثم تبتدئ : إن تأتهم ، وتجيئها بالفاء على الجزاء ، «٧» والجزم جائز «٨».

(٢) كذا فى جميع النسخ وقد تكون بسنة. [.....]

(٣) فى (ح) ولم يقرأها.

(٤) الزخرف الآية ٦٦.

(٥) سورة الفتح الآية ٢٥.

(٦) فى ب كتب فوق قوله هاهنا نصب : مردودة يعنى فى سورة محمد صلّى اللّه عليه.

(٧ ، ٨) ساقط فى ح ، ش.

وقوله : فَأَنَّى لَهُمْ إِذا جاءَتْهُمْ ذِكْراهُمْ (١٨).

«ذكراهم» فى موضع رفع بلهم ، والمعنى : فأنى «٩» لهم ذكراهم إذا جاءتهم الساعة؟ ومثله :

«يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرى » «١٠» أي : ليس ينفعه ذكره ، ولا ندامته.

(٩) فى ش : فأين.

(١٠) سورة الفجر الآية ٢٣.

﴿ ١٨