ومن سورة والذاريات١قوله عز وجل : وَالذَّارِياتِ ذَرْواً (١). يعنى : الرياح ، ٢«فَالْحامِلاتِ وِقْراً» (٢) ، يعنى : السحاب لحملها الماء. ٣«فَالْجارِياتِ يُسْراً» (٣) ، وهى السفن تجرى ميسّرة ٤«فَالْمُقَسِّماتِ أَمْراً» (٤) : الملائكة تأتى بأمر مختلف : جبريل صاحب الغلظة ، وميكائيل صاحب الرحمة ، وملك الموت يأتى بالموت ، فتلك قسمة الأمور «٤». (٤) فى ش : فذا قسمة الأمر ، وفى ب : فتلك قسمة الأمر. ٧وقوله : وَالسَّماءِ ذاتِ الْحُبُكِ (٧). الحبك : تكسّر كل «٥» شىء ، كالرملة إذا مرت بها الريح الساكنة ، والماء القائم إذا مرت به «٦» الريح ، والدرع درع الحديد لها حبك أيضا ، والشّعرة الجعدة تكسّرها حبك ، وواحد الحبك : حباك ، وحبيكة. (٥) فى ش : وكل ، تحريف. (٦) فى ح ، ش : بها ، تحريف. ٨وقوله : إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ «٧» مُخْتَلِفٍ (٨). (٧) فى ش : خلق تحريف. جواب للقسم ، والقول المختلف : تكذيب بعضهم بالقرآن وبمحمد ، وإيمان بعضهم. ٩وقوله : يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ (٩). يريد : يصرف عن القرآن والإيمان من صرف كما قال : «أَ جِئْتَنا لِتَأْفِكَنا» «١» يقول : لتصرفنا عن آلهتنا ، وتصدّنا. (١) سورة الأحقاف : ٢٢. ١٠وقوله : قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ (١٠). يقول : لعن «٢» الكذابون الذين قالوا : محمد صلّى اللّه عليه : مجنون ، شاعر ، كذاب ، ساحر. خرّصوا ما لا علم لهم به. (٢) سقط فى : ش : ١٢وقوله : يَسْئَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ (١٢). متى يوم الدين؟ قال اللّه : «يَوْمُ الدِّينِ ، يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ» وإنما نصبت (يوم هم) لأنك أضفته إلى شيئين ، وإذا أضيف اليوم والليلة إلى اسم له فعل ، فارتفعا نصب اليوم ، وإن كان فى موضع خفض أو رفع ، وإذا أضيف إلى فعل أو يفعل أو إذا كان كذلك ورفعه فى موضع الرفع ، وخفضه فى موضع الخفض يجوز ، فلو قيل : يوم هم على النار يفتنون فرفع يوم لكان وجها ، ولم يقرأ به أحد من القراء. ١٣وقوله يُفْتَنُونَ (١٣) يحرقون ويعذبون بالنار. ١٤وقوله : ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ (١٤) يقول «٣» : ذوقوا «٤» عذابكم الذي كنتم به تستعجلون فى الدنيا. (٣ ، ٤) سقط فى ح ، ش. ١٦وقوله : آخِذِينَ (١٦) «و فاكهين» «٥». نصبتا على القطع ، ولو كانتا [١٨٤/ ب ] رفعا كان صوابا ، ورفعهما على أن تكونا خبرا ، ورفع آخر أيضا على الاستئناف. (٥) فى ب : فكهين سورة الطور آية ١٨. ١٧و قوله : كانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ (١٧). إن شئت جعلت ما فى موضع رفع ، وكان المعنى : كانوا قليلا هجوعهم. والهجوع : النوم. وإن شئت جعلت ما صلة لا موضع لها ، ونصبت قليلا بيهجعون. أردت : كانوا يهجعون قليلا من الليل. ١٨وقوله : وَبِالْأَسْحارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (١٨) يصلون. ١٩وقوله : وَفِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (١٩). فأما السائل فالطوّاف على الأبواب ، وأما المحروم فالمحارف «١» أو الذي لا سهم له فى الغنائم. (١) المحارف : الذي ليس له فى الإسلام سهم ، وقيل : هو الرجل الذي لا يكون له مال إلا ذهب (تفسير الطبري ٢٦/ ١١). ٢٠وقوله : وَفِي الْأَرْضِ آياتٌ لِلْمُوقِنِينَ (٢٠). فآيات الأرض جبالها ، واختلاف نباتها وأنهارها ، والخلق الذين «٢» فيها. (٢) فى ش : الذي. [.....] ٢١وقوله : وَفِي أَنْفُسِكُمْ (٢١). آيات أيضا إن أحدكم يأكل ويشرب فى مدخل واحد ، ويخرج من موضعين ، ثم عنّفهم فقال : (أ فلا تبصرون)؟ ٢٣و قوله : فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَالْأَرْضِ (٢٣). أقسم عز وجل بنفسه : أن الذي قلت لكم لحق مثل ما أنكم تنطقون. وقد يقول القائل : كيف اجتمعت ما ، وأنّ وقد يكتفى بإحداهما من الأخرى؟ وفيه وجهان : أحدهما «٣» : أن العرب تجمع بين الشيئين من الأسماء والأدوات إذا اختلف لفظهما ، فمن الأسماء قول الشاعر : من النّفر اللائي الذين إذا هم يهاب اللئام حلقة الباب قعقعوا «٤» فجمع بين اللائي والذين ، وأحدهما مجزىء من الآخر. وأما فى الأدوات فقوله : (٣) فى ش : أن أحدهما ، زيادة لا مكان لها. (٤) الخزانة : ٣/ ٥٢٩ ، وفيها : (اعتزوا) بدل (هم) فى الشطر الأول ، و(هاب الرجال) بدل (يهاب اللئام). ما إن رأيت ولا سمعت به كاليوم طالى أينق جرب «١» فجمع بين ما ، وبين إن ، وهما جحدان أحدهما يجزى من الآخر. وأمّا الوجه الآخر ، فإن المعنى لو أفرد بما لكان كأنّ المنطق فى نفسه حق لا كذب : ولم يرد به ذلك. إنما أرادوا أنه لحق كما حقّ أن الآدمي ناطق. أ لا ترى أن قولك أحقّ منطقك معناه : أحقّ هو أم كذب؟ وأن قولك : أحقّ أنك تنطق؟ معناه : أللإنسان «٢» النطق لا لغيره. فأدخلت أنّ ليفرق بها بين المعنيين ، وهذا أعجب الوجهين إلىّ. وقد رفع عاصم والأعمش (مثل) ونصبها أهل الحجاز والحسن «٣» ، فمن رفعها جعلها نعتا للحق ومن نصبها جعلها فى مذهب المصدر كقولك : إنه لحق حقا. وإن العرب لتنصبها إذا رفع بها الاسم فيقولون : مثل من عبد اللّه؟ ويقولون : عبد اللّه [١٨٥/ ا] مثلك ، وأنت مثله. وعلة النصب فيها أن الكاف قد تكون داخلة عليها فتنصب إذا ألقيت الكاف. فإن قال قائل : أفيجوز أن تقول : زيد الأسد شدة ، فتنصب الأسد إذا ألقيت الكاف قلت : لا وذلك أن مثل تؤدى عن الكاف والأسد لا يؤدى عنها ألا ترى قول الشاعر : وزعت بكالهراوة أعوجىّ إذا ونت الرّكاب جرى وثابا «٤» أن الكاف قد أجزأت من مثل ، وأن العرب تجمع بينهما فيقولون : زيد كمثلك ، وقال اللّه جل وعز : «لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ «٥» وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ» «٦» ، واجتماعهما دليل على أن معناهما واحد كما أخبرتك فى ما وإن ولا وغيره. (١) الأغانى فى ترجمة الخنساء ، وانظر شرح شواهد المعنى ، وفيه : (بمثله) بدل (به) ، و(هانى) بدل (طالى) وهو لدريد بن الصمة يصف الخنساء ، وقد رآها تهنأ بعيرا أجرب. (شرح شواهد المغني ٢/ ٩٥٥). (٢) فى ش : الإنسان. (٣) قرأ أبو بكر ، وحمزة ، والكسائي ، وخلف بالرفع صفة لحق ، وافقهم الأعمش (الاتحاف ٣٩٩) ، والباقون - باقى السعة - والجمهور بالنصب. (البحر المحيط : ٨/ ١٣٦). (٤) وزعت : كففت ، أعوجى : منسوب إلى أعوج ، وهو فرس كريم تنسب إليه الخيل الكرام. اللسان (ثوب) وسر صناعة الإعراب : ٢٨٧. (٥) فى ش : كمثله وهو ، سقط. (٦) سورة الشورى الآية : ١١. ٢٤و قوله : هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ (٢٤). لم يكن علمه النبي - صلى اللّه عليه - حتى أنزله «١» اللّه عليه «٢». (١) فى ب ، ح ، ش أنزل. (٢) لم يثبت فى ش : عليه. وقوله : الْمُكْرَمِينَ (٢٤). أكرمهم بالعمل الذي قرّبه. ٢٥وقوله : قَوْمٌ مُنْكَرُونَ (٢٥). «٣» رفع بضمير : أنتم قوم منكرون «٤». وهذا يقوله إبراهيم عليه السلام للملائكة. (٣ ، ٤) بهامش ا. وقد ورد فى الصلب فى باقى النسخ. ٢٦وقوله : فَراغَ إِلى أَهْلِهِ (٢٦). رجع إليهم ، والروغ وإن كان على هذا المعنى فإنه لا ينطق به حتى يكون صاحبه مخفيا لذهابه [أو مجيئه ] «٥» ألا ترى أنك لا تقول : قد راغ أهل مكة ، وأنت تريد رجعوا أو صدروا؟ فلو أخفى راجع رجوعه حسنت فيه : راغ ويروغ «٦». (٥) التكملة من ب ، ح ، ش. (٦) لم يثبت فى ح : ويروغ. ٢٨وقوله : وَبَشَّرُوهُ بِغُلامٍ عَلِيمٍ (٢٨). إذا كبر ، وكان بعض مشيختنا يقول : إذا كان العلم منتظرا [لمن ] «٧» يوصف به قلت فى العليم إذا لم يعلم : إنه لعالم عن قليل وفاقه ، وفى السيد : سائد «٨» ، والكريم : كارم. والذي قال حسن ، وهذا كلام عربى حسن ، قد قاله اللّه فى عليم «٩» ، وحليم «١٠» ، وميت «١١». (٧) فى (ا) : لم ، تحريف. [.....] (٨) فى ش : سيد ، تحريف. (٩) كما فى قوله : «وَ بَشَّرُوهُ بِغُلامٍ عَلِيمٍ». (١٠) كما فى قوله : «فَبَشَّرْناهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ». (الصافات الآية ١٠١). (١١) كما فى قوله : «إِنَّكَ مَيِّتٌ ، وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ» الزمر الآية ٣٠. و كان المشيخة يقولون للذى لما «١» يمت وسيموت : هو مائت عن قليل ، وقول اللّه عز وجل أصوب من قيلهم ، وقال الشاعر فيما احتجوا به : كريم كصفو الماء ليس بباخل بشىء ، ولا مهد ملاما لباخل يريد : بخيل ، فجعله باخل لأنه لم يبخل بعد. (١) فى ح ، ش : أمّا. ٢٩وقوله : فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ (٢٩). فى صيحة ، ولم تقبل من موضع إلى موضع إنما هو ، كقولك : أقبل يشتمنى ، أخذ فى شتمى «٢» فذكروا «٣» أن الصيحة : أوّه ، وقال بعضهم : كانت يا ويلتا. (٢) سقط فى ش : أخذ فى شتمى. (٣) فى ش : فذكر ، تحريف. وقوله : فَصَكَّتْ وَجْهَها (٢٩). هكذا أي جمعت أصابعها ، فضربت جبهتها ، «وَ قالَتْ : عَجُوزٌ عَقِيمٌ» (٢٩) أتلد عجوز عقيم؟ و رفعت بالضمير بتلد. ٣٧وقوله : وَتَرَكْنا فِيها آيَةً (٣٧). معناه : تركناها آية وأنت قائل للسماء فيها «٤» آية ، وأنت تريد هى الآية بعينها. (٤) فى ا : فيه ، تحريف. ٣٩وقوله : فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ (٣٩) «٨». يقال : تولى أي أعرض عن الذكر بقوته فى نفسه ، ويقال : فتولى بركنه بمن معه لأنّهم قوّته. (٨) ما يلى ذلك من النسخة (ب) ص ٥٤/ ب. ٤٠وقوله : هُوَ مُلِيمٌ (٤٠). أتى باللائمة وقد ألام ، وقوله : «لَقَدْ كانَ فِي يُوسُفَ «٥» وَإِخْوَتِهِ آياتٌ لِلسَّائِلِينَ» «٦» هم الآيات «٧» وفعلهم. (٥) فى ش : كان لكم فى يوسف ، تحريف. (٦) سورة يوسف الآية : ٧ (٧) كذا فى ش : وفى ب : وفعلهم. ٤٢وقوله عز وجل : كَالرَّمِيمِ (٤٢). والرميم : نبات الأرض إذا يبس ودبس فهو رميم. ٤٣و قوله عز وجل تَمَتَّعُوا حَتَّى حِينٍ (٤٣). كان ذلك الحين ثلاثة أيام. ٤٤وقوله تبارك وتعالى : فأخذتهم الصّعقة (٤٤). قرأها العوام [الصَّاعِقَةُ] «١» بالألف. قال حدثنا محمد بن الجهم قال حدثنا الفراء قال : وحدثنى «٢» قيس بن الربيع عن السّدّى عن عمرو بن ميمون عن عمر بن الخطاب : أنّه قرأ (الصّعقة) بغير ألف «٣» ، وهم ينظرون. (١) التكملة من ح ، ، ش. (٢) فى ش : وحدث. [.....] (٣) جاء فى الاتحاف (٣٩٩) : واختلف فى : الصعقة فالكسائى بحذف الألف ، وسكون العين على إرادة الصوت الذي يصحب الصاعقة ، والباقون : بالألف بعد الصاد وكسر العين على إرادة النار النازلة من السماء العقوبة. (وانظر البحر المحيط ٨/ ١٤١). ٤٥وقوله عز وجل : فَمَا اسْتَطاعُوا مِنْ قِيامٍ (٤٥). يقول : فما قاموا لها ولو كانت : فما استطاعوا من إقامة لكان صوابا. وطرح الألف منها ، كقوله جلّ وعز : «وَ اللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَباتاً» ولو كانت - إنباتا - كان صوابا. ٤٦وقوله جل ذكره : وَقَوْمَ نُوحٍ (٤٦). نصبها القراء [٥٥/ ا] إلّا الأعمش وأصحابه ، فإنهم خفضوها «٤» لأنها فى قراءة عبد اللّه فيما أعلم : و فى قوم نوح. ومن نصبها فعلى وجهين : أخذتهم الصعقة ، وأخذت قوم نوح. (٤) قرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي : وقوم بالجر عطفا على ما تقدّم أي : وفى قوم نوح ، وهى قراءة عبد اللّه. وقرأ باقى السبعة وأبو عمرو فى رواية بالنصب (البحر المحيط ٨/ ١٤١). وقرئت بالرفع على الابتداء والخبر ما بعده ، أو على تقدير أهلكوا (إعراب القرآن ٢/ ١٢٩). و إن شئت : أهلكناهم ، وأهلكنا قوم نوح. ووجه آخر «١» ليس بأبغض إلىّ «٢» من هذين الوجهين : أن تضمر فعلا - واذكر لهم قوم نوح ، كما قال عز وجل «وَ إِبْراهِيمَ إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ «٣»» «وَ نُوحاً إِذْ نادى مِنْ قَبْلُ «٤»» فى كثير من القرآن معناه : أنبئهم واذكر لهم الأنبياء وأخبارهم. (١ ، ٢) سقط فى ش. (٣) سورة العنكبوت ، الآية ١٦. (٤) سورة الأنبياء ، الآية ٧٦. ٤٧وقوله عز وجل : بِأَيْدٍ (٤٧) بقوّة. وقوله عز وجل : وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ (٤٧). أي إنا لذو وسعة لخلقنا. وكذلك قوله جل ذكره : «عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ» «٥». (٥) سورة البقرة : ٢٣٦. ٤٩وقوله تبارك وتعالى : وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنا زَوْجَيْنِ (٤٩). الزّوجان من جميع الحيوان : الذكر والأنثى ، ومن سوى ذلك : اختلاف ألوان النبات ، وطعوم الثمار ، وبعض حلو ، وبعض حامض ، فذانك زوجان. ٥٠وقوله تبارك وتعالى : فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ (٥٠). معناه : فرّوا «٦» إليه إلى طاعته من معصيته. (٦) فى ش : ففروا. وقوله تبارك وتعالى أَتَواصَوْا بِهِ (٥٣). معناه : أتواصى به [٥٥/ ب ] أهل مكة ، والأمم الماضية ، إذ قالوا لك كما قالت «٧» الأمم لرسلها. (٧) فى ب : قالته. ٥٦وقوله تبارك وتعالى : وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (٥٦). إلا ليوحّدونى ، وهذه «٨» خاصّة يقول : وما خلقت أهل السعادة من الفريقين إلا ليوحّدونى. وقال بعضهم : خلقهم ليفعلوا ففعل بعضهم وترك بعض ، وليس فيه لأهل القدر حجّة ، وقد فسّر. (٨) فى ش : وفى هذه. ٥٧وقوله تبارك وتعالى : ما أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ (٥٧). يقول : ما أريد منهم أن يرزقوا أنفسهم ، «وَ ما أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ» (٥٧) أن يطعموا أحدا من خلقى ٥٨«إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ» (٥٨). قرأ يحيى بن وثاب (المتين) بالخفض جعله من نعت - القوة ، وإن كانت أنثى فى اللفظ ، فإنّه ذهب إلى الحبل وإلى الشيء المفتول. أنشدنى بعض العرب : لكل دهر قد لبست أثوبا من ريطة واليمنة المعصّبا «١» فجعل المعصّب نعتا لليمنه ، وهى مؤنثة فى اللفظ لأن اليمنة ضرب وصنف من الثياب : الوشي ، فذهب إليه. وقرأ «٢» الناس - (المتين) رفع من صفة اللّه تبارك وتعالى. (١) رواية القرطبي قال : وأنشد الفراء : لكل دهر قد لبست أثؤبا حتى اكتسى الرأس قناعا أشيبا من ريطة ، واليمنة المعصبا (٢) فى ح : قرأ. ٥٩وقوله [٥٦/ ا] عز وجل : فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوباً (٥٩). والذنوب فى كلام العرب : الدلو العظيمة «٣» ولكن العرب تذهب بها إلى النّصيب والحظّ. وبذلك أتى التفسير : فإنّ للذين ظلموا حظّا من العذاب ، كما نزل بالذين من قبلهم ، وقال الشاعر : لنا ذنوب ولكم ذنوب فإن أبيتم فلنا القليب «٤» و الذنوب : يذكّر ، ويؤنّث. (٣) فى ش : العظيم. (٤) انظر البحر المحيط ٨/ ١٣٢ ، والقليب : البئر. |
﴿ ٠ ﴾