ومن سورة الواقعة٢قوله عز وجل : لَيْسَ لِوَقْعَتِها كاذِبَةٌ (٢). يقول : ليس لها مردودة ولا رد ، فالكاذبة «١» هاهنا مصدر مثل : العاقبة ، والعافية. قال : وقال لى أبو ثروان فى كلامه : إن بنى نمير ليس لحدهم مكذوبة «٢» ، يريد : تكذيب ، ثم قال : (خافضة رافعة) على الاستئناف : أي الواقعة يومئذ خافضة لقوم إلى النار ، ورافعة لقوم إلى الجنة ، ولو قرأ قارئ : خافضة رافعة يريد «٣» إذا وقعت وقعت خافضة لقوم. رافعة لآخرين ، ولكنه يقبح «٤» لأن العرب لا تقول : «٥» إذا أتيتى زائرا حتى يقولوا «٦» : إذا «٧» أتيتنى فأتنى زائرا أو ائتنى زائرا ، ولكنه حسن فى الواقعة لأنّ النصب قبله آية يحسن عليها السكوت ، فحسن الضمير فى المستأنف. (١) الكاذبة فى قوله : ليس لوقعتها كاذبة ، أي ليس لها مثوبة ولا رجعة ولا ارتداد (تفسير الطبري ٢٧/ ٨٦) (٢) فى ج ، ش : مكذبة. (٣) سقط فى ش. (٤) فى ح ، ش : قبح. (٥ ، ٦) سقط فى ش. (٧) إذا : سقط فى (ا). ٤وقوله : إِذا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا (٤). إذا زلزلت حتى ينهدم كل بناء على وجه الأرض. ٥وقوله : وَبُسَّتِ الْجِبالُ بَسًّا (٥). صارت كالدقيق ، وذلك قوله : (وَ سُيِّرَتِ الْجِبالُ) «٨» ، وسمعت العرب تنشد : لا تخبزا خبزا وبسّا بسّا ملسا بذود الحلس ملسا «٩» (٨) سيرت - النبأ : ٢٠. (٩) روى البيت الثاني بروايات مختلفة ، ففى المخصص (٧ : ١٢٧) : ملسا يذوذ الحدسى ملسا وفى تفسير الطبري (٢٧ : ٨٧) : مدودا محلسا ، مكان بذود الحلسى. والبيت فى تفسير القرطبي (١٧ : ١٩٦) : و لا تطيلا بمناخ حبسا [.....] و الحمّس [أيضا] «١» والبسيسة عندهم الدقيق ، أو «٢» السويق يلت ، ويتخذ زادا. (١) سقط فى ب ، ح ، ش. (٢) فى ش : والسويق ، تحريف. ٧وقوله : وَكُنْتُمْ أَزْواجاً ثَلاثَةً (٧) ثم فسرهم فقال : فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ (٨). عجّب نبيّه منهم فقال : ما أصحاب الميمنة؟ أي «٣» شىء هم؟ وهم أصحاب اليمين ، وَأَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ (٩) ، عجّبه أيضا منهم ، وهم أصحاب الشمال ، ثم قال : وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (١٠). فهذا الصنف الثالث ، فإن شئت رفعت السابقين بالسابقين الثانية وهم المهاجرون ، وكل من سبق إلى نبى من الأنبياء «٤» فهو من هؤلاء ، فإذا رفعت أحدهما بالآخر ، كقولك الأول السابق ، وإن شئت جعلت الثانية تشديدا للأولى ، ورفعت بقوله : أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (١١). (٣) فى ش : أي : أي شىء هم؟ (٤) فى ش : فهم. ١٥وقوله : عَلى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ (١٥). موضونة : منسوجة ، وإنما سمت العرب وضين الناقة وضينا «٥» لأنه منسوج ، وقد سمعت بعض العرب يقول : فإذا الآجر موضون «٦» بعضه على بعض يريد : مشرج ، [قال الفراء : الوضين الحزام «٧»]. (٥) زاد فى ش بعد (وضينا) : قال الفراء : وهو حزام الناقة وضنيا ، فاضطربت العبارة. (٦) وضن فلان الحجر والآجر بعضه على بعض : إذا أشرجه : أي شدة ، فهو موضون. (٧) ما بين الحاصرتين زيادة فى ش. ١٧وقوله : وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ (١٧). يقال : إنهم على سن واحدة لا يتغيرون ، والعرب تقول للرجل إذا كبر ولم يشمط : إنه و يبدو أن رواية المخصص محرفة ، وقد يؤيد ذلك ما نقله عن مناسبة الرجز إذ يقول : قال أبو على : قال لى أبو بكر هذا يخاطب سارقين. يقول : لا تصعدا للخبز فتعتقلا ، ولكن اتخذا البسيسة. وملست الناقة : تقدمت ، وملست بها. والذوذ : ثلاثة أبعرة إلى العشرة ، وقيل أكثر من ذلك. فكأن ما سرقه اللصان ، كان أبعرة ، وكأن الحلسى أو الحمسى صاحبها. ومن معانى الحلس. بالتحريك : الكبير من الناس ، فكأن الحلسى نسبة إليه. ولم نعثر على معنى مناسب لكلمة (مدودا) فى رواية الطبري. والأرجح أنه محرفة أيضا. وزاد فى المخصص بعد الشاهد : من غدوة حتى كأن الشمسا ... بالأفق الغربي تطلى ورسا. لمخلّد ، وإذا لم تذهب أسنانه عن «١» الكبر قيل أيضا : إنه لمخلد «٢» ، ويقال : مخلّدون مقرّطون ، ويقال : مسوّرون. (١) فى ش على. (٢) فى ا ، ب : مخلد. ١٨[١٩١/ ا] وقوله : بِأَكْوابٍ وَأَبارِيقَ (١٨). والكوب : ما لا أذن له ولا عروة له. والأباريق : ذوات الآذان والعرا. ١٩وقوله : لا يُصَدَّعُونَ عَنْها (١٩) عن الخمر وَلا يُنْزِفُونَ (١٩) أي : لا تذهب عقولهم. يقال للرجل إذا سكر قد نزف «٣» عقله ، وإذا ذهب دمه وغشى عليه أو مات قيل : منزوف. ومن قرأ : «يُنْزِفُونَ» : يقول : لا تفنى خمرهم ، والعرب تقول للقوم إذا فنى زادهم : قد أنزفوا وأقتروا «٤» ، وانفضوا ، وأرملوا ، وأملقوا. (٣) فى ح : قد طرف عقله. (٤) فى ش : واقتربوا ، تحريف. ٢٢وقوله : وَحُورٌ عِينٌ (٢٢). خفضها أصحاب عبد اللّه وهو وجه العربية ، وإن كان أكثر القراء على الرفع لأنهم هابوا أن يجعلوا الحور العين يطاف بهن ، فرفعوا على قولك : ولهم حور عين ، أو عندهم حور عين. والخفض على أن تتبع آخر الكلام بأوله ، وإن لم يحسن فى آخره ما حسن فى أوله ، أنشدنى بعض العرب : إذا ما الغانيات برزن يوما وزجّجن الحواجب والعيونا «٥» فالعين لا تزجج إنما تكحّل ، فردّها على الحواجب لأن المعنى يعرف ، وأنشدنى آخر : و لقيت زوجك فى الوغى متقلدا سيفا ورمحا «٦» و الرمح لا يتقلد ، فردّه على السيف وقال آخر : تسمع للأحشاء منه لغطا ولليدين جسأة وبددا «٧» (٥) البيت للراعى النميري. وانظر شرح شواهد المغني : ٢ : ٧٧٥ ، ٧٧٦ والدرر اللوامع : ١ : ١٩١. (٦) يروى الشطر الأول هكذا : يا ليت زوجك قد غدا انظر الخصائص : ٢ : ٤٣١. [.....] (٧) يروى (الأجواف) مكان الأحشاء ، وجمعها على إرادة جوانب الجوف. والجسأة : اليبس والتصلب. الخصائص : ٢ : ٤٣٢. و أنشدنى بعض بنى دبير : علفتها تبنا وماء باردا حتى شتت همالة عيناها «١» و الماء لا يعتلف إنما يشرب ، فجعله تابعا للتبن ، وقد كان ينبغى لمن قرأ : وحور عين لأنهن - زعم - لا يطاف بهن أن يقول : «وَ فاكِهَةٍ وَلَحْمِ طَيْرٍ» لأن الفاكهة واللحم لا يطاف بهما - ليس يطاف إلّا بالخمر وحدها ففى ذلك بيان لأن الخفض وجه الكلام. وفى قراءة أبى بن كعب : و حورا عينا «٢» أراد الفعل الذي تجده فى مثل هذا من الكلام كقول الشاعر : جئنى بمثل بنى بدر لقومهم أو مثل أسرة منظور بن سيار «٣» (١) يروى قبل صدره : لما حططت الرحل عنبا واردا انظر الخزانة : ١ : ٤٩٩. (٢) على معنى : ويزوجون حورا عينا ، كما فى المحتسب : ٢ ٣٠٩. (٣) البيت لجرير يخاطب الفرزدق. الديوان : ٣١٢ ، والكتاب : ١ : ٤٨ ، ٨٦ ، والمحتسب : ٢ : ٧٨ ٢٦و قوله : إِلَّا قِيلًا سَلاماً سَلاماً (٢٦). إن شئت جعلت السلام تابعا للقيل ، وهو هو ، وإن شئت أردت - إلّا قيل سلام سلام ، فإذا نونت نصبت ، لأن الفعل واقع عليه ، ولو كان مرفوعا - قيلا سلام سلام لكان جائزا. وأنشدنى بعض العرب وهو العقيلي : فقلنا السلام فاتقت من أميرها فما كان إلا ومؤها بالحواجب «٤» أراد حكاية المبتدى بالسلام ، وسمع الكسائي العرب يقولون : التقينا فقلنا : سلام سلام ، ثم تفرقنا أراد. قلنا : سلام عليكم فردوا علينا. (٤) اقتصر فى المخصص : ١٣ : ١٥٥ على العجز. ٢٨وقوله : فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ «٥» (٢٨). لا شوك فيه. (٥) فى ش : مخضوض ، تحريف. ٢٩وقوله : وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ (٢٩). ذكر الكلبي : أنه الموز ، ويقال : هو الطلح الذي تعرفون. ٣٠و قوله : وَظِلٍّ مَمْدُودٍ (٣٠). لا شمس فيه كظل ما بين طلوع [١٩١/ ب ] الفجر إلى أن تطلع الشمس. ٣١وقوله : وَماءٍ مَسْكُوبٍ (٣١). جار غير منقطع. ٣٢وقوله : وَفاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ (٣٢) لا مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ (٣٣). «١» لا تجىء فى حين وتنقطع فى حين ، هى أبدا دائمة ولا ممنوعة كما يمنع أهل الجنان فواكههم. (١) فى ب : يقول لا تجىء. ٣٤وقوله : وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ (٣٤). بعضها فوق بعض. ٣٥وقوله : إِنَّا أَنْشَأْناهُنَّ إِنْشاءً (٣٥). يقول : أنشأنا الصّبية والعجوز ، فجعلناهن أترابا أبناء ثلاث وثلاثين. ٣٧وقوله : عُرُباً (٣٧). واحدهن : عروب ، وهى المتحببة إلى زوجها الغنجة. حدثنا الفراء قال «٢» وحدثنى شيخ عن الأعمش قال : كنت أسمعهم يقرءون «٣» : «عُرُباً أَتْراباً» بالتخفيف «٤» ، وهو مثل قولك : الرسل والكتب فى لغة تميم وبكر بالتخفيف «٥» ولتثقيل وجه القراءة ، لأن كلّ فعول أو فعيل أو فعال جمع على هذا المثال ، فهو مثقّل مذكرا كان أو مؤنثا ، والقراء «٦» على ذلك «٧». (٢) فى ش : قال الفراء : وحدثنى وفى ب : أخبرنا محمد بن الجهم قال ... (٣) فى ح ، ش يقولون. (٤) فى ش : التخفيف ، سقط. (٥) سقط فى ب. (٦) فى (ا) والقراءة. (٧) قرأها بسكون الراء أبو بكر وحمزة وخلف. (الإتحاف : ٤٠٨). ٣٨وقوله : لِأَصْحابِ الْيَمِينِ (٣٨). أي : هذا لأصحاب اليمين. ٣٩وقوله هاهنا : ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (٣٩) وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ (٤٠). وقد قال فى أول السورة : «ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (١٣) وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ» (١٤) : و ذكروا أن أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بكوا وشق عليهم. قوله : « «١» وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ «٢»» ، فأنزل اللّه جل وعز هذه «ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ ، وَثُلَّةٌ «٣» مِنَ الْآخِرِينَ». ورفعها على الاستئناف ، وإن شئت جعلتها مرفوعة ، تقول : ولأصحاب اليمين ثلتان : ثلة من هؤلاء ، «٤» وثلة من هؤلاء «٥» ، والمعنى : هم فرقتان : فرقة من هؤلاء ، وفرقة من هؤلاء. (١ ، ٢) سقط فى ح. [.....] (٣) فى ش : وثلاثة ، تحريف. (٤ ، ٥) سقط فى ش. ٤٣وقوله : وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ (٤٣). واليحموم : الدخان الأسود «٦». (٦) فى ش : الأشد ، تحريف. ٤٤وقوله : لا بارِدٍ وَلا كَرِيمٍ (٤٤). وجه الكلام أن يكون خفضا متبعا لما قبله ، ومثله : «زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ «٧»». وكذلك : «وَ فاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ لا مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ» «٨» ، ولو رفعت ما بعد لا لكان صوابا من كلام العرب ، أنشدنى بعضهم «٩» : و تريك وجها كالصحيفة ، لا ظمآن مختلج ، ولا جهم كعقيلة الدّرّ استضاء بها محراب عرش عزيزها العجم و قال آخر : و لقد أبيت من الفتاة بمنزل فأبيت لا زان ولا محروم «١٠» (٧) سورة النور الآية : ٣٥. (٨) سورة الواقعة : الآيتان ٣٢ ، ٣٣. (٩) هما للمخبل : اللسان مادة خلج. وانظر المفضليات ١/ ١١٥. (١٠) انظر الخزانة ٢/ ٥٥٣. يستأنفون بلا ، فإذا ألقوها لم يكن إلّا أن تتبع أول الكلام بآخره «١» ، والعرب تجعل الكريم تابعا لكل شىء نفت عنه فعلا تنوى به الذم ، يقال : أسمين هذا؟ فتقول : ما هو بسمين «٢» ولا كريم ، وما هذه الدار بواسعة ولا كريمة. (١) في ب ، كتب بين الأسطر ، فوق قوله بآخره ما يأتى : وقال فى قوله : لا بارد ولا كريم. (٢) فى ش : سمين ، تحريف. ٤٥وقوله : إِنَّهُمْ كانُوا قَبْلَ ذلِكَ مُتْرَفِينَ (٤٥). متنعمين فى الدنيا. ٤٦وقوله : وَكانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ (٤٦). الشرك : هو الحنث العظيم. ٥٢وقوله : «لَآكِلُونَ [١٩٢/ ١] مِنْ شَجَرٍ» (٥٢). وهى فى قراءة عبد اللّه : الآكلون «٣» من شجرة من زقوم ، فمعنى شجر وشجرة واحد ، لأنك إذا قلت «٤» : أخذت من الشاء ، فإن نويت واحدة أو أكثر من ذلك فهو جائز. ثم قال : فَمالِؤُنَ مِنْهَا (٥٣). من الشجرة ، ولو قال : فمالئون منه «٥» إذ لم يذكر الشجرة كان صوابا يذهب إلى الشجر فى منه «٦» ، وتؤنث الشجر ، فيكون منها كناية عن الشجر ، والشجر تؤنث «٧» ويذكر مثل الثمر. (٣) سقط فى ش. (٤) فى ب : لأنك تقول. (٥ ، ٦) سقط فى ش. ٥٤وقوله فَشارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ (٥٤). إن شئت كان على الشجر ، وإن شئت فعلى الأكل. ٥٥وقوله «٨» : فَشارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ «٩» (٥٥). «١٠» حدثنا الفراء قال «١١» : حدثنى الكسائي «١٢» عن رجل من بنى أمية يقال له : يحيى بن سعيد (٧) فى ش : يؤنث. وفى (ب) : والشجر تؤنث وتذكر. (٨ ، ٩) سقط فى ب. [.....] (١٠ ، ١١) سقط فى ش. وفى ب مكانه : قال حدثنا محمد بن الجهم قال حدثنا الفراء. (١٢) فى ج حدثنا الكسائي. الأموى قال : سمعت ابن جريج يقرأ : «فَشارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ» بالفتح ، قال : فذكرت ذلك لجعفر ابن محمد قال : فقال : أو ليست كذاك؟ أما بلغك أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه بعث بديل ابن ورقاء الخزاعي إلى أهل منى ، فقال : إنها أيام أكل وشرب وبعال. «١» قال الفراء : البعال : النكاح ، وسائر القراء يرفعون الشين : «فَشارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ» و«الْهِيمِ» : الإبل التي يصيبها داء فلا تروى من الماء ، واحدها : أهيم ، والأنثى : هيماء. ومن العرب من يقول : هائم ، والأنثى «٢» هائمة ، ثم يجمعونه على هيم ، كما قالوا : عائط «٣» وعيط ، وحائل وحول ، وهو فى المعنى : حائل حول إلا أن الضمة تركت فى هيم لئلا تصير الياء واوا. ويقال «٤» : إن الهيم الرمل. يقول : يشرب أهل النار كما تشرب السّهلة «٥» قال قال الفراء : الرملة بعينها السهلة ، وهى سهلة وسهلة. (١) فى ب : قال قال الفراء. (٢) فى ش : واللأنثى. (٣) العائط : التي لم تحمل سنين من غير عقم. (٤) فى ش : فيقال : (٥) السّهلة : رمل خشن ليس بالدقاق الناعم. يقول عز وجل : يشرب أهل النار ، كما تشرب السهلة - اللسان : سهل وهيم. ٥٨وقوله : أَفَرَأَيْتُمْ ما تُمْنُونَ (٥٨). يعنى : النّطف إذا قذفت فى أرحام النساء. ٥٩وقوله : أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ (٥٩). تخلقون تلك النطف أم نحن الخالقون. وقد يقال للرجل : منى وأمنى ، ومذى وأمذى ، فأمنى أكثر من منى ، ومذى [أكثر من أمذى ] «٦». (٦) سقط فى ح ٦٣وقوله : أَفَرَأَيْتُمْ ما تَحْرُثُونَ (٦٣) أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ «٧» (٦٤). أي : تنبتونه. (٧) فى ش تزرعون ، تحريف. ٦٥وقوله : فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ (٦٥). تتعجبون مما نزل بكم فى زرعكم ، ويقال : معنى تفكهون : تندمون. ٦٦و قوله : إِنَّا لَمُغْرَمُونَ (٦٦). يقال : إنا لمعذّبون ، ويقال : إنا لمولع بنا وهو من قيلهم. ٧٠وقوله : لَوْ نَشاءُ جَعَلْناهُ أُجاجاً (٧٠). وهو الملح المر الشديد المرارة من الماء. ٧٣وقوله : نَحْنُ جَعَلْناها تَذْكِرَةً وَمَتاعاً لِلْمُقْوِينَ (٧٣). يعنى [منفعة] «١» للمسافرين إذا نزلوا بالأرض [القىّ يعنى : ] «٢» القفر «٣». (١) سقط فى ب ، ح ، ش. (٢) سقط فى ش ، ح. ٧٥وقوله : فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ «٤» النُّجُومِ (٧٥). حدثنا الفراء «٥» قال : وحدثنى «٦» أبو ليلى السجستاني عن أبى جرير قاضى سجستانى قال : قرأ عبد اللّه بن مسعود «فلا أقسم بموقع النّجوم» والقراء جميعا على : مواقع. حدثنا الفراء «٧» قال : حدثنى الفضيل بن عياض عن منصور عن المنهال بن عمرو رفعه «٨» إلى عبد اللّه فيما أعلم شك الفراء [١٩٢/ ب ] قال : فلا أقسم بموقع النجوم ، قال : بمحكم القرآن ، وكان ينزل على النبي صلّى اللّه عليه نجوما. (٣) جاء فى الطبري : القىّ : القفر من الأرض ، أبدلوا الواو ياء طلبا للخفة ، وكسروا القاف لمجاورتها الياء. (٤) موقع بلفظ الإفراد قراءة حمزة والكسائي ، كما فى الإتحاف : ٢٥٢. (٥ و٧) فى ش : حدثنا أبو العباس قال : حدثنا محمد قال : حدثنا الفراء ... [.....] (٦) فى ش : حدثنى. (٨) فى ش : ورفعه. ٧٦وقوله : وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ (٧٦) يدل على أنه القرآن. ويقال : فلا أقسم بموقع النجوم ، بمسقط النجوم إذا سقطن. ٧٩وقوله : لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ (٧٩). حدثنا الفراء «٩» قال : حدثنى حبّان عن الكلبي عن أبى صالح عن ابن عباس قال : لا يمسّ ذلك (٩) فى ب : حدثنا محمد بن الجهم قال : حدثنا الفراء. اللوح المحفوظ إلا المطهرون يقول : الملائكة الذين طهروا من الشرك. ويقال : لا يمسه : لا يجد طعمه ونفعه إلا المطهرون من آمن به. ٨١وقوله : أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ (٨١) مكذبون وكافرون ، كلّ قد سمعته. ٨٢وقوله : وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ (٨٢). جاء فى الأثر : تجعلون رزقكم : شكركم «١» ، وهو فى العربية حسن أن تقول : جعلت زيارتى إياك أنك استخففت بي ، فيكون المعنى : جعلت ثواب الزيارة - الجفاء. كذلك جعلتم شكر الرزق - التكذيب «٢». (١) فى ح ، ش : شرككم ، وهو تحريف. (٢) عن ابن عباس أنه كان يقرأ : وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون ، ثم قال : ما مطر الناس ليلة قط إلّا أصبح بعض الناس مشركين ، يقولون : مطرنا بنوء كذا وكذا ... قال : فكان ذلك منهم كفرا بما أنعم عليهم (تفسير الطبري : ٢٧/ ١٠٧). ٨٣وقوله : فَلَوْ لا إِذا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ (٨٣) يعنى : النّفس عند الموت وقوله : وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ (٨٤) يعنى : أهل الميت عنده. ينظرون إليه. والعرب تخاطب القوم بالفعل كأنهم أصحابه ، وإنما يراد به بعضهم : غائبا كان أو شاهدا ، فهذا من ذلك كقولك للقوم : أنتم قتلتم فلانا ، وإنما قتله الواحد الغائب. ألا ترى أنك قد تقول لأهل المسجد لو آذوا رجلا بالازدحام : اتقوا اللّه ، فإنكم تؤذون المسلمين ، فيكون صوابا. وإنما تعظ غير الفاعل فى كثير من الكلام ، ويقال : أين جواب (فلولا) الأولى ، وجواب التي بعدها؟ والجواب فى ذلك : أنهما أجيبا بجواب واحد وهو ترجعونها ، وربما أعادت العرب الحرفين ومعناهما «٣» واحد. فهذا من ذلك ، ومنه «٤» : «فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنْ تَبِعَ هُدايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ «٥»». أجيبا بجواب واحد وهما جزاءان ، ومن ذلك قوله : لا تحسبنّ الّذين يفرحون بما أتوا ويحبّون أن يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنّهم «٦» (٣) فى ش : معناهما. (٤) فى ش : وقوله. (٥) سورة البقرة الآية : ٣٨. (٦) سورة آل عمران : ١٨٨. و قوله : «أَ يَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُراباً وَعِظاماً أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ «١»» وقد فسّر فى غير هذا الموضوع «٢». (١) سورة (المؤمنون) الآية : ٣٥. (٢) انظر الجزء الثاني من معانى القرآن ص : ٢٣٤ ، ٢٣٥. ٨٦وقوله : غَيْرَ مَدِينِينَ (٨٦) مملوكين ، وسمعت : مجزيين. ٨٨وقوله : فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (٨٨) من أهل جنة عدن. «فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ» (٨٩). حدثنا الفراء «٣» قال : وحدثنى شيخ عن حماد بن سلمة «٤» عن عبد اللّه بن شقيق عن عائشة عن النبي صلّى اللّه عليه أنه قال : «فَرَوْحٌ «٥» وَرَيْحانٌ» وقراءة «٦» الحسن كذلك ، والأعمش وعاصم والسّلمى وأهل المدينة وسائر القراء (فروح) ، أي : فروح فى القبر ، ومن قرأ (فروح) يقول : حياة لا موت فيها ، (وريحان) : رزق. (٣) فى ش : حدثنا أبو العباس قال : حدثنا محمد قال : حدثنا الفراء. (٤) هو حماد بن سلمة بن دينار أبو سلمة البصري الإمام الكبير ، روى القراءة عرضا عن عاصم وابن كثير ، وروى عنه الحروف حرمى بن عمارة ، وحجاج بن المنهال ، وقد انفرد برواية بعض الحروف عن ابن كثير مات سنة ١٦٧ ه (طبقات القراء ١/ ٢٥٨). (٥) ورويت أيضا عن أبى عمرو وابن عباس (الإتحاف ٤٠٩). [.....] (٦) فى (ب) وقرأه. ٩١وقوله : فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ (٩١). أي : فذلك مسلّم لك أنك من أصحاب اليمين ، وألقيت أن «٧» وهو معناها «٨» كما تقول : أنت مصدّق مسافر عن قليل إذا كان قد قال : إنى مسافر عن قليل. وكذلك تجد معناه : أنت مصدق أنك مسافر ، ومعناه «٩» : فسلام لك أنت من أصحاب اليمين. وقد يكون كالدعاء له ، كقولك : فسقيا «١٠» لك من الرجال ، وإن رفعت السلام فهو دعاء. واللّه أعلم بصوابه. (٧ ، ٨) سقط فى ش. (٩) فى ش فمعناه : وفى ب : معناه. (١٠) فى ح ، ش : سقيا. [١٩٣/ ا] |
﴿ ٠ ﴾