١١

وقوله : وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها (١١).

فجعل الهاء للتجارة دون «٣» اللهو ، وفى قراءة عبد اللّه : «و إذا رأوا «٤» لهوا أو تجارة انفضوا إليها». وذكروا أن النبي صلّى اللّه [عليه ] «٥» كان يخطب يوم الجمعة ، فقدم دحية الكلبي بتجارة من الشام فيها كل ما يحتاج إليه الناس ، فضرب بالطبل «٦» ليؤذن الناس بقدومه فخرج جميع الناس إليه إلّا ثمانية نفر ، فأنزل اللّه عز وجل «وَ إِذا رَأَوْا تِجارَةً» يعنى : التجارة التي قدم بها ، «أَوْ لَهْواً» : يعنى : الضرب بالطبل. ولو قيل : انفضوا إليه ، يريد : اللهو كان صوابا ، كما قال : «وَ مَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً»

«٧» ولم يقل : بها. ولو قيل :

بهما ، وانفضوا إليهما كما قال : «إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيراً فَاللَّهُ أَوْلى بِهِما» «٨» ، كان صوابا وأجود من ذلك فى العربية أن تجعل الراجع من الذكر للآخر من الاسمين وما بعد ذا فهو جائز.

وإنما اختير فى انفضوا إليها - فى قراءتنا وقراءة عبد اللّه لأن التجارة كانت أهم إليهم ، وهم بها أسرّ منهم بضرب «٩» الطبل لأن الطبل إنما دل عليها ، فالمعنى كله لها.

 (٣) سقط فى ح.

(٤) سقط فى ش.

(٥) زيادة يقتضيها المقام.

(٦) فى ش : الطبل.

(٧) سورة النساء الآية : ١١٢.

(٨) سورة النساء الآية : ١٣٥.

(٩) فى ب ، ح ، ش : بصوت. [.....]

﴿ ١١