ومن سورة الإنسان١قوله تبارك وتعالى : هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ (١). معناه : قد أتى على الإنسان حين من الدهر. «و هل» قد «٥» تكون جحدا ، وتكون خبرا. فهذا من الخبر لأنك قد تقول : فهل وعظتك؟ فهل أعطيتك؟ تقرره «٦» بأنك قد أعطيته ووعظته. والجحد أن تقول : وهل يقدر واحد على مثل هذا؟. (٥) فى ش : وهل تكون. (٦) كذا فى ش : وفى ب ، ح : تقدره ، تصحيف. وقوله تبارك وتعالى : لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً (١). يريد : كان شيئا ، ولم يكن مذكورا. وذلك من حين خلقه اللّه من طين إلى أن نفخ فيه الروح. ٢وقوله عز وجل : أَمْشاجٍ نَبْتَلِيهِ (٢). الأمشاج : الأخلاط ، ماء الرجل ، وماء المرأة ، والدم ، والعلقة ، ويقال للشىء من هذا إذا [١١٧/ ب ] خلط : مشيج كقولك : خليط ، وممشوج ، كقولك : مخلوط. وقوله : نَبْتَلِيهِ (٢) والمعنى واللّه أعلم : جعلناه سميعا بصيرا لنبتليه ، فهذه مقدّمة معناها التأخير. إنما المعنى : خلقناه وجعلناه سميعا بصيرا لنبتليه. ٣وقوله تبارك وتعالى : إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ (٣). وإلى السبيل ، وللسبيل. كل ذلك جائز فى كلام العرب. يقول : هديناه : عرّفناه السبيل ، شكر أو كفر ، و(إما) هاهنا تكون جزاء ، أي : إن شكر وإن كفر ، وتكون على (إما) التي مثل قوله : «إِمَّا «١» يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ «٢»» فكأنه قال : خلقناه شقيا أو سعيدا. (١) فى ش : وإما ، تحريف. (٢) التوبة ، الآية ١٠٦. ٤وقوله عز وجل : سلاسلا وأغلالا (٤). كتبت «سَلاسِلَ» بالألف ، وأجراها بعض «٣» القراء لمكان الألف التي فى آخرها. ولم يجر «٤» بعضهم. وقال الذي لم يجر «٥» : العرب تثبت فيما لا يجرى الألف فى النصب ، فإذا وصلوا حذفوا الألف ، وكلّ صواب. ومثل ذلك قوله : «كانَتْ قَوارِيرَا» (١٥) أثبتت الألف فى الأولى لأنها رأس آية ، والأخرى ليست بآية. فكان «٦» ثبات الألف فى الأولى أقوى لهذه الحجة ، وكذلك رأيتها فى مصحف عبد اللّه ، وقرأ بها أهل البصرة ، وكتبوها فى مصاحفهم كذلك. وأهل الكوفة والمدينة يثبتون الألف فيهما جميعا ، وكأنهم استوحشوا أن يكتب حرف واحد فى معنى نصب بكتابين مختلفين. فإن شئت أجريتهما جميعا ، وإن شئت لم تجرهما «٧» ، وإن شئت أجريت الأولى لمكان الألف فى كتاب أهل البصرة. ولم تجر الثانية إذ «٨» لم يكن فيها الألف. (٣) منهم نافع والكسائي ، كما فى الإتحاف. (٤) هم غير نافع والكسائي ومن وافقهما. (٥) فى ش : لم يجر تحريف. (٦) فى ش : فكأن ، تصحيف. (٧) فى ش : لم يجرهما ، تصحيف. (٨) كذا فى ش : وفى ب ، ح : إذا ، وإذا أثبت. ٥وقوله عز وجل : يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كانَ مِزاجُها كافُوراً (٥). يقال : إنها عين تسمى الكافور ، وقد تكون «١» كان مزاجها كالكافور لطيب ريحه ، فلا تكون حينئذ اسما ، والعرب [١١٨/ ا] تجعل النصب فى أي هذين الحرفين أحبوا. قال حسان : كأنّ خبيئة من بيت رأس يكون مزاجها عسل وماء «٢» و هو أبين فى المعنى : أن تجعل الفعل فى المزاج ، وإن كان معرفة ، وكل صواب. تقول : كان سيدهم أبوك ، وكان سيدهم أباك. والوجه أن تقول : كان سيدهم أبوك لأن الأب اسم ثابت والسيد صفة من الصفات. (١) فى ش : يكون. (٢) الخبيئة : المصونة ، المضنون بها لنفاستها. وبيت رأس : موضع بالأردن مشهور بالخمر. ويروى البيت : كان سبيئة ، وهى كذلك فى ديوانه؟ والسبيئة : الخمر ، سميت بذلك. لأنها تستبأ أي : تشترى لتشرب ، ولا يقال ذلك إلّا فى الخمر. انظر الكتاب. ١ : ٢٣ ، والمحتسب : ١ : ٢٧٩. ٦وقوله عز وجل : عَيْناً (٦). إن شئت جعلتها تابعة للكافور كالمفسّرة ، وإن شئت نصبتها على القطع من الهاء فى «مِزاجُها». وقوله عز وجل : يَشْرَبُ بِها (٦) ، و«يشربها». سواء فى المعنى ، وكأن يشرب بها : يروى بها. وينقع. وأما يشربونها فبيّن ، وقد أنشدنى بعضهم «٣» : شربن بماء البحر ثمّ ترفّعت متى لجج خضر لهنّ نئيج و مثله : إنه ليتكلم بكلام حسن ، ويتكلم كلاما حسنا. (٣) لأبى ذؤيب الهذلي يصف السحابات. والباء فى بماء بمعنى من ، ومتى : معناها «فى» فى لغة هذيل. ونئيج أي سريع مع صوت. ديوان الشاعر : ٥١ ، و(تفسير القرطبي : ١٩/ ١٢٤). [.....] وقوله عز وجل : يُفَجِّرُونَها تَفْجِيراً (٦). أيها أحب الرجل من أهل الجنة فجرها لنفسه. ٧وقوله عز وجل : يُوفُونَ بِالنَّذْرِ (٧). هذه من صفاتهم فى الدنيا ، كأن فيها إضمار كان : كانوا يوفون بالنذر. وقوله عز وجل : وَيَخافُونَ يَوْماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً (٧). ممتد البلاء ، والعرب تقول : استطار الصدع فى القارورة وشبهها ، واستطال. ١٠وقوله عز وجل : عَبُوساً قَمْطَرِيراً (١٠). والقمطرير : الشديد ، يقال : يوم قمطرير ، ويوم قماطر ، أنشدنى بعضهم : بنى عمّنا ، هل تذكرون بلاءنا عليكم إذا ما كان يوم قماطر «١» (١) (البيت فى تفسير الطبري : ٢٩/ ٢١١ ، والقرطبي : ١٩/ ١٣٣) ١٣و قوله عز وجل : مُتَّكِئِينَ فِيها (١٣). منصوبة كالقطع. وإن شئت جعلته تابعا للجنة ، كأنك قلت : جزاؤهم جنة متكئين فيها. ١٤وقوله عز وجل ذكره : وَدانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُها (١٤). يكون نصبا على ذلك : جزاؤهم جنة متكئين فيها ، ودانية ظلالها. وإن شئت جعلت : الدانية تابعة للمتكئين على سبيل القطع الذي قد يكون رفعا على [١١٨/ ب ] الاستئناف. فيجوز مثل قوله : «وَ هذا بَعْلِي شَيْخاً» «٢» «و شيخ» ، وهى فى قراءة أبى : «و دان عليهم ظلالها» فهذا مستأنف فى موضع رفع ، وفى قراءة عبد اللّه : «و دانيا عليهم ظلالها» «٣» ، وتذكير الداني وتأنيثه كقوله : «خاشعا أبصارهم» «٤» فى موضع ، وفى موضع «خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ» «٥». وقد تكون الدانية منصوبة على مثل قول العرب : عند فلان جارية جميلة ، وشابة بعد طرية ، يعترضون بالمدح اعتراضا ، فلا ينوون به النسق على ما قبله ، وكأنهم يضمرون مع هذه الواو فعلا تكون به النصب فى إحدى القراءتين : «و حورا عينا» «٦». أنشدنى بعضهم : و يأوى إلى نسوة عاطلات وشعثا مراضيع مثل السعالى «٧» بالنصب يعنى : وشعثا ، والخفض أكثر. (٢) سورة هود ، الآية ٧٢. (٣) وهى أيضا قراءة الأعمش ، وهو كقوله : خاشعا أبصارهم (البحر المحيط ٨/ ٣٩٦) (٤) سورة القمر : ٧ ، و(خاشعا) قراءة أبى عمرو وحمزة والكسائي ومن وافقهم ، والباقون يقرءونها (خشّعا) الإتحاف ٢٥٠. (٥) سورة القلم ، الآية : ٤٣. (٦) فى قراءة أبى ، وعبد اللّه أي : يزوجون حورا عينا (المحتسب ، ٢/ ٣٠٩ والبحر المحيط ٨/ ٢٠٦) (٧) البيت لأمية بن عائذ الهذلي ، ويروى : له نسوة عاطلات الصدو عوج مراضيع مثل السّعالى و رواية اللسان : ويأوى إلى نسوة عطّل. والسعالى : جمع سعلاة ، وهى : الغول أو سحرة الجن ، تشبه بها المرأة لقبحها ، ديوان الهذليين : ٢ : ١٨٤. وقوله عز وجل : وَذُلِّلَتْ قُطُوفُها تَذْلِيلًا (١٤). يجتنى أهل الجنة الثمرة قياما وقعودا ، وعلى «١» كل حال لا كلفة فيها. (١) فى ش : على. ١٥وقوله عز وجل : كانَتْ قَوارِيرَا (١٥). يقول : كانت كصفاء القوارير ، وبياض الفضة ، فاجتمع فيها صفاء القوارير ، وبياض الفضة. ١٦وقوله عز وجل : قَدَّرُوها (١٦). قدروا الكأس على رى أحدهم لا فضل فيه ولا عجز عن ريه ، وهو ألذ الشراب. وقد روى بعضهم عن الشعبي : (قدّروها تقديرا) «٢». والمعنى واحد ، واللّه أعلم ، قدّرت لهم ، وقدروا لها سواء. (٢) وهى قراءة عبيد بن عمير ، وابن سيرين (تفسير القرطبي : ١٩/ ١٤١) ، وكذلك ، على وابن عباس والسلمى ، وقتادة ، وزيد بن على ، والجحدري ، وأبو حيوة ، والأصمعى عن أبى عمرو (البحر المحيط ٨/ ٣٩٧). ١٧وقوله : كَأْساً كانَ مِزاجُها زَنْجَبِيلًا (١٧). إنما تسمى الكأس إذا كان فيها الشراب ، فإذا لم يكن فيها الخمر لم يقع عليها اسم الكأس. وسمعت بعض العرب يقول للطبق الذي يهدى عليه الهدية : هو المهدى ، ما دامت عليه الهدية ، فإذا كان [١١٩/ ا] فارغا رجع إلى اسمه إن كان طبقا أو خوانا ، أو غير ذلك. ١٨وقوله عز وجل : زَنْجَبِيلًا (١٧) عَيْناً (١٨). ذكر أن الزنجبيل هو العين ، وأن الزنجبيل اسم لها ، وفيها من التفسير ما فى الكافور. وقوله عز وجل : تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا (١٨). ذكروا أن السلسبيل اسم للعين ، وذكر أنه صفة للماء لسلسلته وعذوبته ، ونرى أنه لو كان اسما للعين لكان ترك الإجراء فيه أكثر ، ولم نر أحدا من القراء ترك إجراءها وهو جائز فى العربية ، كما كان فى قراءة عبد اللّه : «و لا تذرنّ ودّا ولا سواعا ولا يغوثا ويعوقا «٣»» بالألف. وكما قال : (٣) سورة نوح ، الآية : ٢٣. «سلاسلا» ، و«قواريرا» بالألف ، فأجروا ما لا يجرى ، وليس بخطأ ، لأن العرب تجرى ما لا يجرى فى الشعر ، فلو كان خطأ ما أدخلوه فى أشعارهم ، قال متمم بن نويرة : فما وجد أظار ثلاث روائم رأين مجرّا من حوار ومصرعا «١» فأجرى روائم ، وهى مما لا يجرى «٢» فيما لا أحصيه فى أشعارهم. (١) فى ب : من خوار ، تصحيف. ورواية البيت فى المفضليات : و ما وجد أظآر ثلاث روائم أصبن مجرا من ... إلخ والأظآر : جمع ظئر ، وهى العاطفة على غير ولدها المرضعة له من الناس والإبل ، والروائم : جمع رائم ، وهن المحبات اللائي يعطفن على الرضيع. الحوار : ولد الناقة ، المجر والمصرع : مصدران من : الجر والصرع ، انظر اللسان ، مادة ظأر و(المفضليات ٢/ ٧٠). (٢) فى ش : مما يجرى ، سقط. ١٩وقوله عز وجل : مُخَلَّدُونَ (١٩). يقول : محلّون مسورون ، ويقال : مقرطون ، ويقال : مخلدون دائم شبابهم لا يتغيرون عن تلك السن ، وهو أشبهها بالصواب - واللّه أعلم - وذلك أن العرب إذا كبر الرجل ، وثبت سواد شعره قيل : إنه لمخلد ، وكذلك يقال إذا كبر ونبتت له أسنانه وأضراسه قيل : إنه لمخلد ثابت الحال. كذلك الولدان ثابتة أسنانهم. ٢٠وقوله عز وجل : وَإِذا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً (٢٠). يقال «٣» : إذا رأيت ما ثمّ رأيت نعيما ، وصلح إضمار (ما) كما قيل : «لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ «٤»». والمعنى : ما بينكم ، واللّه أعلم. ويقال : إذا رأيت [١١٩/ ب ] ثم ، يريد : إذا نظرت ، ثم إذا رميت ببصرك هناك رأيت نعيما. (٣) فى ش : فقال. (٤) سورة الأنعام : الآية ٩٤. [.....] ٢١وقوله عز وجل : عالِيَهُمْ «٥» ثِيابُ سُندُسٍ (٢١). نصبها أبو عبد الرحمن وعاصم والحسن البصري ، جعلوها كالصفة فوقهم «٦». والعرب تقول : (٥) فى ش : عليم ، خطأ. (٦) عبارة القرطبي : قال الفراء : هو كقولهم فوقهم ، والعرب تقول : قومك داخل الدار على الظرف لأنه محل (القرطبي ١٩/ ١٤٦). قومك داخل الدار ، فينصبون داخل الدار «١» لأنه محل ، فعاليهم من ذلك. وقد قرأ أهل الحجاز وحمزة : «عالِيَهُمْ» بإرسال الياء ، وهى فى قراءة عبد اللّه : «عاليتهم ثياب سندس» بالتاء. وهى حجة لمن أرسل الياء وسكنها. وقد اختلف القراء فى : الخضر والسندس ، فخفضهما يحيى بن وثاب أراد أن يجعل الخضر من صفة السندس ويكسر «٢» على الإستبرق ثياب سندس ، وثياب إستبرق ، وقد «٣» رفع الحسن الحرفين جميعا «٤». فجعل الخضر من صفة الثياب ، ورفع الإستبرق بالرد على الثياب ، ورفع بعضهم الخضر ، وخفض الإستبرق «٥» ورفع [الإستبرق ] «٦» وخفض الخضر «٧» ، وكل ذلك صواب. واللّه محمود. (١) ساقطة فى ش ، وكتبت كلمة الدار بين الأسطر فى ب. (٢) سقط فى ش. (٣) سقط فى ش وكتبت بين الأسطر فى ب. (٤) وهى قراءة نافع وحفص (تفسير القرطبي ١٩/ ١٤٦). (٥) قراءة ابن عامر ، وأبى عمرو ويعقوب «خضر رفعا نعت للثياب ، وإستبرق بالخفض نعت للسندس ، واختاره أبو عبيد وأبو حاتم لجودة معناه ، لأن الخضر أحسن ما كانت نعتا للثياب فهى مرفوعة وأحسن ما عطف الإستبرق على السندس عطف جنس على جنس ، والمعنى : عاليهم ثياب خضر من سندس وإستبرق أي من هذين النوعين (تفسير القرطبي ١٩/ ١٤٦). (٦) سقط فى ش. (٧) وهى قراءة ابن محيصن ، وابن كثير ، وأبى بكر عن عاصم : خضر بالجر على نعت السندس ، وإستبرق بالرفع نسقا على الثياب ، ومعناه : عاليهم ثياب سندس ، وإستبرق. (تفسير القرطبي ١٩/ ١٤٦). وقوله عز وجل : شَراباً طَهُوراً (٢١). يقول : طهور ليس بنجس كما كان «٨» فى الدنيا مذكورا «٩» بالنجاسة. (٨) فى ب كانت ، تحريف. (٩) فى ش مذكورة تحريف. ٢٤وقوله عز وجل : وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً (٢٤). (و) هاهنا بمنزلة (لا) ، وأو فى الجحد والاستفهام والجزاء تكون فى معنى (لا) فهذا من ذلك. وقال الشاعر «١٠» : لا وجد ثكلى كما وجدت ولا وجد عجول أضلّها ربع أو وجد شيخ أصلّ ناقته يوم توافى الحجيج فاندفعوا (١٠) هو مالك بن عمرو (انظر الكامل للمبرد : ٢/ ٨٦) والعجول من النساء والإبل : الواله التي فقدت ولدها. سميت بذلك لعجلتها فى جيئتها وذهابها جزعا. وهى هنا الناقة. والربع كمضر : الفصيل ينتج فى الربيع. [أراد : ولا وجد شيخ ] «١» وقد يكون فى العربية : لا تطيعن منهم من أثم أو كفر. فيكون المعنى فى (أو) قريبا من معنى (الواو). كقولك للرجل : لأعطينك سألت ، أو سكتّ. معناه : لأعطينك على كل حال. (١) سقط فى ش. ٢٨وقوله [١٢٠/ ا] عز وجل : وَشَدَدْنا أَسْرَهُمْ (٢٨). والأسر الخلق. تقول : لقد» أسر هذا الرجل أحسن الأسر ، كقولك : خلق «٣» أحسن الخلق. (٣) سقط فى ش. ٢٩وقوله عز وجل : إِنَّ هذِهِ تَذْكِرَةٌ (٢٩). يقول : هذه السورة تذكرة وعظة. «فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلًا» (٢٩) وجهة وطريقا إلى الخير. ٣٠وقوله عز وجل : وَما تَشاؤُنَ (٣٠). جواب لقوله : «فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلًا». ثم أخبرهم أن الأمر ليس إليهم ، فقال : (وما «٤» تشاءون) ذلك السبيل (إلا أن يشاء اللّه) لكم ، وفى قراءة عبد اللّه (وما تشاءون إلا أن «٥» يشاء اللّه) والمعنى «٦» فى (ما) و(أن) متقارب. (٤) فى ش : فما ، تحريف. (٥) كذا فى ش : وفى ب ، ح إلا ما ، تحريف. (٦) كذا فى ش ، وفى ب ، ح : المعنى. ٣١وقوله عز وجل : وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ (٣١). نصبت الظالمين «٧» لأن الواو فى لها تصير كالظرف لأعدّ. ولو كانت رفعا كان صوابا ، كما قال : «وَ الشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ «٨»» بغير همز «٩» ، وهى فى قراءة عبد اللّه : (٢) فى ش : تقول : أسر. [.....] (٧) والظالمين : منصوب بفعل محذوف تقديره : ويعذب الظالمين ، وفسره الفعل المذكور ، وكان النصب أحسن ، لأن المعطوف عليه قد عمل فيه الفعل (إعراب القرآن ١٤٧) (٨) سورة الشعراء ، الآية : ٢٢٤. (٩) بغير همز : أى قيل (والشعراء) على الاستفهام. «و للظالمين أعد لهم» فكرر «١» اللام فى (الظالمين) وفى (لهم) ، وربما فعلت العرب ذلك. أنشدنى بعضهم «٢» : أقول لها إذا سألت طلاقا إلام تسارعين إلى فراقى و أنشدنى بعضهم : فأصبحن لا يسلنه عن بما به أصعّد فى غاوى الهوى أم تصوّبا «٣»؟ فكرر الباء مرتين. فلو قال : لا يسلنه عما به ، كان أبين وأجود. ولكن الشاعر ربما زاد ونقص ليكمل الشعر. ولو وجهت قول اللّه تبارك وتعالى : «عَمَّ يَتَساءَلُونَ ، عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ «٤»» إلى هذا الوجه كان صوابا فى العربية. وله وجه آخر يراد : عم يتساءلون يا محمد!؟ ثم أخبر ، فقال : يتساءلون عن النبإ العظيم. ومثل هذا قوله فى المرسلات : «لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ «٥»» تعجبا ، ثم قال : «لِيَوْمِ «٦» الْفَصْلِ» أي : أجلت ليوم الفصل. (١) فى ش : فكر ، سقط. (٢) لم أعثر على قائله. (٣) انظر الخزانة ٤/ ١٦٢ ، والدرر اللوامع : ٢ : ١٤ ، ٢١٢ والرواية فى الموضعين : لا يسألنه ، وعلو مكان غاوى ، وعلو أبين وأولى. (٤) سورة النبأ : الآية ١ ، ٢. (٥) الآيتان ١٢ ، ١٣. (٦) فى ش : اليوم ، سقط وتحريف. |
﴿ ٠ ﴾