٢٣

وقوله عز وجل : إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ (٢٣) تكون مستثنيا من الكلام الذي كان التذكير يقع عليه وإن لم يذكر ، كما تقول فى الكلام :

اذهب فعظ وذكّر ، وعمّ إلا من لا تطمع فيه ، ويكون أن تجعل : (من تولّى وكفر) منقطعا

عما قبله. كما تقول فى الكلام : قعدنا نتحدث ونتذاكر الخبر إلّا أن كثيرا من الناس لا يرغب ، فهذا المنقطع.

وتعرف المنقطع من الاستثناء بحسن إن فى المستثنى فإذا كان الاستثناء محضا متصلا لم يحسن فيه إن. ألا ترى أنك تقول : عندى مائة إلّا درهما ، فلا تدخل إن هاهنا فهذا كاف من ذكر غيره.

وقد يقول بعض القراء وأهل العلم : إن (إلا) بمنزلة لكن ، وذاك منهم تفسير للمعنى ، فأما أن تصلح (إلّا) مكان لكن فلا ألا ترى أنك تقول : ما قام عبد اللّه ولكن زيد فتظهر الواو ، وتحذفها. ولا تقول : ما قام عبد اللّه إلا زيد ، إلّا أن تنوى : ما قام إلا زيد لتكرير «١» أوّل الكلام.

سئل الفراء [١٣٦/ ا] عن (إيّابهم «٢») (٢٥) فقال : لا يجوز على جهة من الجهات.

(١) فى ش : بتكرير.

(٢) قرأ «إِيابَهُمْ» بتشديد الياء أبو جعفر. قيل مصدر أيّب على وزن فيعل كبيطر يبيطر ... والباقون بالتخفيف مصدر : آب يؤوب إيابا رجع ، كقام يقوم قياما (الإتحاف : ٤٣٨).

﴿ ٢٣