ومن سورة الضحى١قوله عز وجل : وَالضُّحى (١) وَاللَّيْلِ إِذا سَجى (٢). فأمّا الضحى فالنهار كله ، والليل إذا سجى : إذا أظلم وركد فى طوله ، كما تقول : بحر ساج ، وليل ساج ، إذا ركد وسكن وأظلم. ٣وقوله عز وجل : ما وَدَّعَكَ [١٤٢/ ا] رَبُّكَ وَما قَلى (٣). نزلت فى احتباس الوحى عن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم خمس عشرة [ليلة] «٨» ، فقال المشركون : قد ودّع محمدا صلّى اللّه عليه وسلّم ربّه ، أو قلاه التابع الذي يكون معه ، فأنزل اللّه جلّ وعزّ : «ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ» يا محمد ، «وَ ما قَلى » يريد : وما قلاك ، فألقيت الكاف ، كما يقول «٩» : قد أعطيتك وأحسنت و معناه : أحسنت إليك ، فتكتفى بالكاف الأولى من إعادة الأخرى ، ولأن رءوس الآيات بالياء ، فاجتمع ذلك فيه. (٨) ما بين الحاصرتين اضافة يقتضيها السياق. (٩) فى ش : تقول. ٥وقوله عز وجل : وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى (٥). وهى «١» فى قراءة عبد اللّه : «و لسيعطيك [ربك فترضى «٢»]» والمعنى واحد ، إلا أن (سوف) كثرت فى الكلام ، وعرف موضعها ، فترك منها الفاء والواو ، والحرف إذا كثر فربما فعل به ذلك ، كما قيل : أيش تقول ، وكما قيل : قم لاباك ، وقم لا بشانئك ، يريدون : لا أبا لك ، ولا أبا لشانئك ، وقد سمعت بيتا حذفت الفاء فيه من كيف ، قال الشاعر «٣» : من طالبين لبعران لنا رفضت كيلا يحسون من بعراننا أثرا أراد : كيف لا يحسون؟ ، وهذا لذلك. (١) سقط فى ش : هى. (٢) ما بين الحاصرتين زيادة من ش. (٣) انظر : الخزانة : ٣/ ١٩٥. ٦وقوله عز وجل : أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى (٦). يقول : كنت فى حجر أبى طالب ، فجعل لك مأوى ، وأغناك عنه ، ولم يك غنى عن «٤» كثرة مال ، ولكنّ اللّه رضّاه بما آتاه. (٤) فى ش : ولم يكن غنى من. ٧وقوله عزو جل : وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدى (٧). يريد : فى قوم ضلّال فهداك «٥» «وَ وَجَدَكَ عائِلًا» (٨) : فقيرا ، ورأيتها فى مصاحف عبد اللّه «عديما» ، و[المعنى واحد] «٦». (٥) فى ش : فهدى. (٦) سقط فى ش. ٨وقوله عز وجل : فَأَغْنى (٨) و«فَآوى » يراد به (فأغناك) و(فآواك) فجرى على طرح الكاف لمشاكلة رءوس الآيات. ولأنّ المعنى معروف. ٩وقوله عز وجل : فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ (٩). فتذهب بحقه لضعفه ، وهى فى مصحف عبد اللّه «فلا تكهر «٧»» ، وسمعتها من أعرابى من بنى أسد قرأها علىّ. (٧) وبها قرأ ابن مسعود ، وإبراهيم التيمي. وهى لغة بمعنى قراءة الجمهور (البحر المحيط ٨/ ٤٨٦). [.....] ١٠و قوله عز وجل : وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ (١٠). السائل على [١٤٢/ ب ] الباب يقول : إمّا «١» أعطيته ، وإمّا رددته ردّا لينا. (١) سقط فى ش. ١١وقوله تبارك وتعالى : وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (١١). فكان القرآن أعظم نعمة اللّه عليه ، فكان يقرؤه ويحدث به ، وبغيره من نعمه. |
﴿ ٠ ﴾