٤

وقوله عز وجل : فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (٤).

يقول : إنا لنبلغ بالآدمى أحسن تقويمه ، وهو اعتداله واستواء شبابه ، وهو أحسن ما يكون ، ثم نرده بعد ذلك إلى أرذل العمر ، وهو وإن كان واحدا ، فإنه يراد به نفعل ذا بكثير من الناس ، وقد

 (٤) فى ش : والتين.

تقول العرب «١» : أنفق فلان ماله على فلان ، وإنما أنفق بعضه ، وهو كثير فى التنزيل من ذلك قوله فى أبى بكر : «الَّذِي يُؤْتِي مالَهُ يَتَزَكَّى «٢»» لم يرد كل ماله إنما أراد بعضه.

ويقال : «ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلِينَ» (٥).

إلى النار ثم استثنى فقال : «إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا» استثناء «٣» من الإنسان : لأنّ معنى الإنسان :

الكثير. ومثله : «إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ ، إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا «٤»» وهى فى قراءة عبد اللّه «أسفل السافلين «٥»» ، ولو كانت : أسفل سافل لكان «٦» صوابا لأنّ لفظ الإنسان. واحد ، فقيل :

«سافِلِينَ» على الجمع لأن الإنسان فى معنى جمع ، وأنت تقول : هذا أفضل قائم ، ولا تقول : هذا أفضل قائمين لأنك تضمر لواحد ، فإذا كان الواحد غير مقصود «٧» له رجع اسمه بالتوحيد وبالجمع كقوله «وَ الَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ «٨»» وقال فى عسق : «وَ إِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ الْإِنْسانَ كَفُورٌ «٩»» فردّ الإنسان على جمع ، ورد تصبهم على الإنسان للذى أنبأتك به.

(١) فى ب : العربي.

(٢) سورة الليل الآية : ١٨.

(٣) سقط فى ش.

(٤) سورة العصر : ٢ ، ٣. [.....]

(٥) انظر البحر المحيط : (٨/ ٤٩٠).

(٦) فى ش : كان.

(٧) فى الأصل : «مصمود» وظاهره أنه خطأ ، والتصويب من (الطبري : ٣٠ - ٢٤٦)

(٨) سورة الزمر الآية : ٣٣.

(٩) سورة الشورى الآية : ٤٨.

﴿ ٤