٤

قوله عز وجل : وَما تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ (٤) وقد يكون الانفكاك على جهة يزال ، ويكون على الانفكاك الذي تعرفه ، فإذا كانت على جهة يزال فلا بد لها من فعل ، وأن يكون معها جحد ، فتقول : ما انفككت أذكرك ، تريد : ما زلت أذكرك ، فإذا كانت على غير معنى : يزال ، قلت : قد انفككت منك ، وانفك الشيء من الشيء ، فيكون بلا جحد ، وبلا فعل ، وقد قال ذو الرمة :

قلائص لا تنفك إلّا مناخة على الخسف أو ترمى بها بلدا قفرا «١»

فلم يدخل فيها إلا (إلّا) وهو ينوى بها التمام وخلاف : يزال ، لأنك لا تقول : ما زلت إلا قائما.

(١) روى (حراجيج) مكان (قلائص). وحراجيج جمع : حرجوج ، بضم فسكون ، وهى الناقة السمينة الطويلة على وجه الأرض ، أو الشديدة. ديوان الشاعر : ١٧٣ ، والكتاب : ١ : ٤٢٨ ، وتفسير القرطبي : ٢٠ : ١٤١

﴿ ٤