ومن سورة القارعة

٤

قوله عز وجل : يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَراشِ الْمَبْثُوثِ (٤).

يريد : كغوغاء الجراد يركب بعضه بعضا ، كذلك الناس يومئذ يجول بعضهم فى بعض.

٥

وقوله عز وجل : كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ (٥) وفى قراءة عبد اللّه : «كالصوف المنفوش» وذكر :

أن صور الجبال تسيّر على الأرض ، وهى فى صور الجبال كالهباء.

 (٣) اضطربت العبارة التي بين الرقمين فى ش.

(٤) سورة الواقعة : ٩٥. [.....]

٦

و قوله عز وجل : لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ (٦).

«ثُمَّ لَتَرَوُنَّها» (٧) مرتين من التغليظ أيضا. «لَتَرَوُنَّها عَيْنَ الْيَقِينِ» (٧) عينا لستم عنها بغائبين ، فهذه قراءة العوام أهل المدينة ، وأهل الكوفة وأهل «١» البصرة بفتح التاء من الحرفين.

[حدثنا أبو العباس قال : حدثنا محمد قال «٢»] حدثنا الفراء قال : وحدثنى محمد بن الفضل عن عطاء عن أبى عبد الرحمن السلمى ، عن على رحمه اللّه أنه قرأ «لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ ، ثُمَّ لَتَرَوُنَّها» ، بضم التاء الأولى ، وفتح الثانية «٣». والأوّل أشبه بكلام العرب ، لأنه تغليظ ، فلا ينبغى أن يختلف لفظه ، ألا ترى قوله : «سَوْفَ تَعْلَمُونَ ، ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ»؟ وقوله عز وجل : «فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً ، إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً «٤»».

ومن التغليظ قوله فى سورة : «قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ ، لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ «٥»» مكرر ، كرر فيها وهو معنى واحد ، ولو رفعت التاء فى الثانية ، كما رفعت الأولى كان وجها جيدا.

(١) سقط من ش.

(٢) ما بين الحاصرتين زيادة من ش.

(٣) هى قراءة الكسائي وابن عامر ، من أريته الشيء ، أي : تحشرون إليها فترونها. (القرطبي ٢٠/ ١٧٤).

(٤) سورة الشرح : ٦ ، ٧ وأول الآية الأولى : (فإن) بالفاء.

(٥) سورة الكافرون الآيتان : ١ ، ٢.

٨

وقوله عز وجل : ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (٨).

قال «٦» : إنه الأمن والصحة. وذكر الكلبي بإسناده أن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم وأصحابه كانوا فى أمر فرجعوا جياعا ، فدخلوا على رجل من الأنصار ، فأصابوا تمرا وماءا باردا ، فلما خرجوا قال لهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم : أما إنكم ستسألون عن هذه وعن هذا فقالوا : فما شكرها يا رسول اللّه؟ قال : أن تقولوا : الحمد للّه [١٤٨/ ا].

وذكر فى هذا الحديث : أنّ النبي صلّى اللّه عليه وسلّم قال : «٧» (ثلاث لا يسأل عنهن المسلم : طعام يقيم صلبه ، وثوب يوارى عورته ، وبيت يكنه من الحر والبرد).

 (٦) فى ش : يقال.

(٧) فى تفسير القرطبي ٢٠/ ١٧٦ : هذا الحديث بنص آخر رواه أبو نعيم الحافظ عن أبى عسيب مولى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم ، وفيه الثلاث التي لا يسأل عنهن المسلم : (كسرة يسد بها جوعته ، أو ثوب يستر به عورته ، أو جحر يأوى فيه من الحر والقر).

﴿ ٠