٤

 وقوله تعالى{ ملك يوم الدين } ويقرأ { مالك يوم الدين }

 واختار ابو حاتم مالك قال وهو اجمع من ملك لأنك تقول ان اللّه مالك الناس ومالك الطير ومالك الريح ومالك كل شيء من الأشياء ونوع من الأنواع ولا يقال اللّه ملك الطير ولاملك الريح ونحو ذلك وإنما يحسن ملك الناس وحدهم

 وخالفه في ذلك جلة أهل اللغة منهم أبو عبيد وأبو العباس محمد بن يزيد واحتجوا بقوله تعالى { لمن الملك اليوم } والملك مصدر الملك ومصدر المالك ملك بالكسر وهذا احتجاج حسن

 وأيضا فان حجة ابي حاتم لا تلزم لانه إنما لم يستعمل ملك الطير والرياح لانه ليس فيه معنى مدح

 وحدثنا محمد بن جعفر بن محمد عن ابي داود بن الانباري قال حدثنا محمد ابن اسماعيل قال حدثنا عمرو بن أسباط عند السدي وهو إسماعيل بن عبد الرحمن بن ابي مالك عن أبي مالك وعن أبي صالح عن بن عباس وعن مرةالهمداني عن ابي مسعود وعن اناس من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال مالك يوم الدين يوم الدين هو يوم الحساب

 وقال مجاهد { الدين } الجزاء والمعنيان واحد لان يوم القيامة يوم الحساب ويوم الجزاء

 والدين في غير هذه الطاعة والدين ايضا العادة كما قال أهذا دينه أبدا وديني والمعاني متقاربة لانه اذا أطاع فقد دان والعادة تجري مجرى الدين وفلان في دين فلان أي في سلطانه وطاعته

فان قيل لم خصت القيامة بهذا

 فالجواب ان يوم القيامة يوم يضطر فيه الخلائق الى ان يعرفوا ان الأمر كله للّه تعالى

 وقيل خصه لان في الدنيا ملوكا وجبارين ويوم القيامة يرجع الأمر كله الى اللّه تعال

﴿ ٤