٥

 وقوله تعالى { إياك نعبد } ولم يقل نعبدك لان هذا أو كد

 قال سيبويه كأنهم إنما يقدمون الذي بيانه أهم إليهم وهم ببيانه أعنى وان كانا جميعا يهمانهم ويعنيانهم

 والعبادة في اللغة الطاعة مع تذلل وخضوع يقال طريق معبد اذا كان قد ذلل بالوطء وبعير معبد اذا طلي بالقطران أي امتهن كما يمتهن العبد قال طرفه

 الى ان تحامتني العشيرة كلها  أفردت إفراد البعير المعبد 

 او يقال عبد من كذا أي انف منه كما قال الشاعر

 واعبد ان تهجى تميم بد ارم

 ثم قال تعالى { وإياك نستعين }

 أعاد إياك توكيدا ولم يقل ونستعين كما يقال المال بين زيد وبين عمرو فتعاد بين توكيدا وقال { إياك } ولم يقل إياه لان المعنى قل يا محمد إياك نعبد على ان العرب ترجع من الغيبة الى الخطاب كما قال الأعشى

 عنده الحزم والتقى واسى الصر  ع وحمل لمضلع الأثقال

 ثم قال ورجع من الغيبة الى الخطاب

 ووفاء اذا أجرت فما غر  ت حبال وصلتها بحبال 

 وقال تعالى { وسقاهم ربهم شرابا طهورا}

 ثم قال { إن هذا كان لكم جزاء } وعكس هذا ان العرب ترجع من الخطاب الى الغبيه كما قال تعالى { حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة } وفي الكلام حذف والمعنى وإياك نستعين على ذلك

﴿ ٥