سورة البقرة

مدنية وآياتها  آية 

١

 قوله تعالى { الم }

 اختلف أهل التفسير واهل اللغة في معنى { الم } وما أشبها قال فحدثنا عبد اللّه بن ابر اهيم البغدادي بالرمله قال حدثنا حفص بن عمر بن الصباح الرقي ابو عمرو قال حدثنا ابو نعيم قال حدثنا شريك عن عطاء عن ابي الضحى عن ابن عباس في قوله تعالى { الم } قال انا اللّه اعلم { الم } انا اللّه أرى { المص } انا اللّه أفصل

 وروى ابو اليقظان عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبيرمثله وشرح هذا القول ان الالف تؤدي عن معنى اعلم أنا واللام تؤدي عن أسم اللّه جل وعز والميم تؤدي عن معنى اعلم ورأيت ورأيت أبا اسحق يميل الى هذا القول ويقو أذهب إلى ان كل حرف منها يؤدي عن معنى

 وحدثنا بكر بن سهل قال حدثنا ابو صالح عن معاوية بن صالح عن علي بن ابي طلحه عن ابن عباس { المص } و { طه } و { طس } و { طسم } و { يس } و { ص } و { حم عسق } و { ق } و { ن والقلم } وأشباه هذا هو قسم أقسم اللّه به من وهن من أسماء اللّه تعالى

 وروى ابن عليه عن خالد الحذاء عن عكرمة قال

{ الم } قسم

 وحدثنا احمد بن محمد بن نافع قال حدثنا سلمه قال حدثنا عبد الرزاق قال اخبرنا معمر عن قتاده في قوله تعالى { الم } قال اسم من اسماء القرآن

 وروي عن مجاهد قولان

 قال أبو عبيد حدثنا ابو مهدي عن سفيان عن خصيف او غيره هكذا قال عن مجاهد قال في كله هي فواتح السور

 والقول الاخر حدثنا به محمد بن جعفر الانباري قال حدثني محمد بن بحر قال حدثنا موسى عن شبل عن ابن ابي نجيح عن مجاهد قال { الم } اسم من اسماء القرآن

 قال ابو العباس وهو اختياره روي عن بعض أهل السلف انه قال هي تنبيه

 وقال أبو عبيده والأخفش هي افتتاح كلام

 و قطرب يذهب الى انها جيء بها لانهم كانوا ينفرون عند استماع القرآن فلما سمعوا { الم } و { المص } استنكروا هذا اللفظ فلما أنصتوا له صلى اللّه عليه وسلم اقبل عليهم بالقرآن المؤلف ليثبت في أ سماعهم وآ ذانهم ويقيم الحجة عليهم

 وقال الفراء المعنى هذه الحروف يا محمد ذلك الكتاب

وقال أبو إسحاق ولو كان كما قال لوجب ان يكون بعده أبدا { ذلك الكتاب } او ما أشبهه

 وهذه الأقوال يقرب بعضها من بعض لانه يجوز ان تكون اسماء للسورة وفيها معنى التنبيه

 فأما القسم فلا يجوز لعلة اوجبت ذلك من العربية  وابين هذه الأقوال قول مجاهد الأول انها فواتح السور وكذلك قول من قال هي تنبيه وقول من قال هي افتتاح كلام ولم يشرحوا ذلك بأكثر من هذا لانه ليس من مذهب الأوائل وإنما باقي الكلام عنهم مجم

 ثم تأوله أهل النظر على ما يوجبه المعنى ومعنى افتتاح كلام وتنبيه انها بمنزلة ها في التنبيه و يا في النداء واللّه تعالى اعلم بما أراد وقد توقف بعض العلماء عن الكلام فيها وأشكالها حتى قال الشعبي للّه تعالى في كل كتاب سر وسره في القرآن فواتح السور

 وقال أبو حاتم لم نجد الحروف المقطعة في القرآن الا في أوائل السور ولا ندري ما أراد اللّه تعالى بها

﴿ ١