٢

 ثم قال جل وعز { ذلك الكتاب لا ريب فيه }

 روى خالد الحذاء عن عكرمة قال { ذلك الكتاب } هذا الكتاب وكذا قول ابي عبيده وأنكره ابو العباس قال لان ذلك لما بعد و ذا لما قرب فأن دخل واحد منهما على الاخر انقلب المعنى قال ولكن المعنى هذا القرآن ذلك الكتاب الذي كنتم تستفتحون به على الذين كفروا

 وقال الكسائي كان الاشاره الى القرآن الذي في السماء والقول من السماء والكتاب والرسول في الارض فقال ذلك الكتاب يا محمد

 قال ابن كيسان وهذا حسن قال الفراء يكون كقولك للرجل وهو يحدثك ذلك واللّه الحق فهو في اللفظ بمنزلة الغائب وليس بغائب

 والمعنى عنده ذلك الكتاب الذي سمعت به

 وقيل { كتاب } لما جمع فيه يقال كتبت الشيء أي جمعته والكتب الخرز وكتبت البغله منه ايضا والكتيبة الفرقة المجتمع بعضها الى بعض

 ثم قال تعالى { لا ريب فيه } قال قتاده لاشك فيه وكذا هو عند أهل اللغة

 قال ابو العباس يقال رابني الشيء اذا تبينت فيه الريبة وأرابني إذا لم أتبينها منه

 وقال غيره أراب في نفسه وراب غيره كما قال الشاعر

 وقد رابني قولها يا هنا   ه ويحك ألحقت شرا بشر 

 ومنه دع ما يريبك الى ما لا يريبك ومنه { ريب المنون } أي حوادث الدهر وما يستراب به

 وأ خبر تعالى انه { لا ريب فيه}

ثم قال بعد { وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا }

 فالقول في هذا المعنى وان كنتم في قولكم في ريب وعلى زعمكم وان كنا قد أتيناكم بما لاريب فيه لانهم قالوا كما قال الذين من قبلهم { وإنا لفي شك مما تدعوننا إليه مريب }

 ثم قال تعالى { هدى للمتقين } والهدى البيان والبصيرة

 ثم قال تعالى { للمتقين } أي الذين يتقون ما نهوا عنه والتقوى أصلها من التوقي وهو التستر من ان يصيبه ما يهلك به

﴿ ٢