٣

 ثم قال تعالى { الذين يؤمنون بالغيب } اصل الإيمان التصديق ومنه قوله تعالى { وما أنت بمؤمن لنا } يقال آمنت بكذا أي صدقت به فإذا قلت مؤمن فمعناه مصدق باللّه تعالى لا غير ويجوز ان يكون مأخوذا من الأمان أي يؤمن نفسه بتصديقه وعمله واللّه المؤمن أي يؤمن مطيعه من عذابه

 وروى شيبان عن قتاده { الذين يؤمنون بالغيب } أي آمنوا بالبعث والحساب والجنة والنار فصدقوا بموعد اله تعالى

 قال ابو رزين في قوله تعالى { وما هو على الغيب بضنين } يعني القرآن

 قال ابن كيسان وقيل { يؤمنون بالغيب } أي القدر والغيب في اللغة ما اطمأن من الارض ونزل عما حوله يستتر فيه من دخله

 وقيل كل شيء مستتر غيب وكذلك المصدر

 ثم قال تعالى { ويقيمون الصلاة } أي يؤدون الصلاة المفروضة تقول العرب قامت السوق و أقمتها أي أدمتها ولم أعطلها وفلان يقوم بعمله منه ومعنى إقامة الصلاة إدامتها في أوقاتها وترك التفريط في أداء ما فيها من الركوع والسجود

 وقيل الصلاة مشتقة من الصلوين وهما عرقان في الردف ينحيان في الصلاة

 وقيل الصلاة الدعاء فيها معروف قال الأعشى

 تقول بنتي وقد قربت مرتحلا  يا رب جنب ابي ألا وصاب والوجعا 

 عليك مثل الذي صليت فا اغتمضي  نوما فان لجنب المرء مضطجعا  

 والصلاة من اللّه تعالى الرحمه ومن الملائكة الدعاء ومن الناس تكون الدعاء والصلاة المعروفة

 ثم قال تعالى { ومما رزقناهم ينفقون } أي يتصدقون ويزكون كما قال تعالى { وأنفقوا من ما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين }

 قال الضحاك كانت النفقة قربانا يتقربون بها الى اللّه تعالى على قدر جدتهم حتى نزلت فرائض الصدقات والناسخات في براءه

﴿ ٣