١٩٥وقوله عز وجل { وأنفقوا في سبيل اللّه ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة } اصح ما قيل في هذا أن سعيد بن جبير روى عن ابن عباس لا تمسكوا النفقة في سبيل اللّه فتهلكوا وحدثنا محمد بن جعفر الانباري قال حدثنا عبد اللّه بن يحي قال حدثنا عاصم قال حدثنا قيس بن الربيع عن الأعمش عن شقيق قال حذيفه التهلكة ترك النفقة وقال البراء والنعمان بن بشير هو الرجل يذنب الذنب فيلقي بي ثم يقول لا يغفر لي وقال عبيدة هو الرجل يعمل الذنوب والكبا ثم يقول ليس لي توبة فيلقي بيديه الى التهلكة وقال ابو قلابة هو الرجل يصيب الذنب فيقول ليس لي توبة فينهمك في الذنوب قال ابو جعفر والقول الأول اولى لان أبا أيوب الأنصاري يروي قال نزلت فينا معاشر الأنصار لما اعز اللّه دينه قلنا سرا من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ان أموالنا قد ضاعت فلو أقمنا فيها وأصلحنا منها ضاع فأنزل اللّه في كتابه يرد علينا ماهمننا به { وأنفقوا في سبيل اللّه ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة } فكانت التهلكة في الإقامة التي أردنا أن نقيم في أموالنا ونصلحها فأمرنا بالغزو قال ابو جعفر فدل على وجوب الجهاد على المسلمين وقيل أيضا معنى { وأحسنوا } وأنفقوا قال ابو إسحاق واحسنوا في أداء الفرائض وقال عكرمة أي احسنوا الظن باللّه وقال ابن زيد عودوا على من ليس في يده شيء والمعنى في قوله { ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة } على ما تقدم أي أن امتنعتم من النفقة في سبيل اللّه عصيتم اللّه فهلكتم ويجوز أن يكون المعنى قوتم عدوكم فهلكتم |
﴿ ١٩٥ ﴾