٢٢٠ثم قال تعالى { ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير } قال سعيد بن جبير عن ابن عباس قال لما نزلت { إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما } الى آخرها قالوا هذه موجبة فاعتزلوهم وتركوا خلطتهم فشق ذلك عليهم فقالوا للنبي صلى اللّه عليه وسلم ان الغنم قد بقيت ليس لها راع والطعام ليس له من يصنعه فنزلت { ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير } الى آخرها وقوله تعالى { واللّه يعلم المفسد من المصلح } أي يعلم من يخالطهم للخيانة ومن لا يريد الخيانة ثم قال تعالى { ولو شاء اللّه لأعنتكم } قال مجاهد أي لو شاء لم يطلق لكم مخالطتهم في ألا دم والمرعى وروى الحكم عن مقسم عن ابن عباس ولو شاء اللّه لاعنتكم قال لو شاء لجعل ما أحببتم من أموال اليتامى موبقا وقال ابو عبيدة { لأعنتكم } لأهلككم وقال ابو اسحق حقيقته لكلفكم ما يشتد عليكم فتعنتون قال وأصل العنت في اللغة من قولهم عنت البعير عنتا اذا حدث في رجله كسر بعد جبر لا يمكنه معه تصريفها ان اللّه عزيز أي يفعل بعزته ما يحب لا يدفعه عنه أحد حكيم ذو الحكمة فيما أمركم به من أمر اليتامى وغيره |
﴿ ٢٢٠ ﴾