٢٥٥وقوله جل وعز { اللّه لا إله إلا هو } أي لا اله للخلق الا هو { الحي القيوم } أي القائم بخلقه المدبر لهم وروي عن ابن عباس { القيوم } الذي لا يزول وقرأ عمر بن الخطاب رحمة اللّه عليه{ القيام } وقرأ علقمة{ الحي القيم } قال ابن كيسان القيوم فيعول من القيام وليس بفعول لانه ليس في الكلام فعول من ذوات الواو ولو كان ذلك لقيل قووم والقيام فيعال اصله القيوام وأصل القيوم القيووم واصل القيم في قول البصرين القيوم وقال الكوفيون الاصل القويم قال ابن كيسان ولو كان كذا في الاصل لم يجز فيه التغير كما لايجوز في طويل وسويق وقوله جل وعز { لا تأخذه سنة ولا نوم } قال الحسن وقتادة نعسة وأنشد أهل اللغة وسنان اقصده النعاس فرنقت في عينه سنة وليس بنائم والمعنى لا يفصل عن تدبير أمر الخلق قال تعالى { من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه } لما قالوا الاصنام شفعاؤنا عند اللّه فأعلم اللّه أن المؤمنين انما يصلون على الانبياء ويدعون للمؤمنين كما أمروا وأذن لهم ثم قال تعالى { يعلم ما بين أيديهم } أي ما تقدمهم من الغيب { وما خلفهم } ما يكون بعدهم { ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء } لا يعلمون من ذلك شيئا الا ما اراد أن يطلعهم عليه أو يبلغه أنبياؤه تثبيتا لنبوته ثم قال تعالى { وسع كرسيه السماوات والأرض } وحكى يعقوب الحضرمي وسع كرسيه السموات والارض ابتداء وخبر وروى سفيان وهشيم عن مطرف عن جعفر عن ابي المغيرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله { وسع كرسيه السماوات والأرض } قال علمه الا ترى الى قوله { ولا يؤوده حفظهما } وقد استشهد لهذا القول ببيت لايعرف وهو ولا يكرسىء علم اللّه مخلوق أي لا يعلم علم اللّه مخلوق وهو ايضا لحن لان الكرسي غير مهمور وقيل { كرسيه } قدرته التي يمسك بها السموات والارض كما تقول اجعل لهذا الحائط كرسيا أي ما يعمده وهذا قريب من قول ابن عباس وقال أبو هريرة الكرسي بين يدي العرش وفي الحديث ما السموات والارض في جوف الكرسي الا كحلقة في ارض فلاة واللّه جل وعز أعلم بما اراد غير ان الكرسي في اللغة الشيء الذي يعتمد عليه وقد ثبت ولزم بعضه بعضا ومنه الكراسة والكرسى ما تلبد بعضه على بعض وقال الحسن الكرسي هو العرش ومال محمد ابن جرير الى قول ابن عباس وزعم انه يدل على صحته ظاهر القرآن وذلك قوله عز وجل { ولا يؤوده حفظهما } وقال جل وعز اخبارا { ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما } فأخبر أن علمه وسع كل شيء وكذا وسع كرسيه السموات والارض والضمير الذي في { حفظهما } للسموات والارض ثم قال تعالى { ولا يؤوده حفظهما } قال الحسن وقتادة لا يثقل عليه قال ابو اسحاق فجائز ان تكون الهاء للّه عز وجل وجائز ان تكون للكرسي و اذا كانت للكرسي هو من أمر اللّه |
﴿ ٢٥٥ ﴾