٢٥٧

 ثم قال تعالى { اللّه ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور }

 قال الضحاك الظلمات الكفر والنور الايمان ومثل الكفر بالظلمات والايمان بالنور

 قرىء على احمد بن شعيب عن محمد بن عبد الاعلى قال حدثنا المعتمر قال سمعت منصورا يحدث رجل عن عبدة ابن ابي لبابه في هذه الآية { اللّه ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور } الى قوله { هم فيها خالدون } قال هم اناس كانوا آمنوا بعيسى فلما جاء محمد كفروا به قال وكان ناس قد كفروا بعيسى فلما جاء محمد آمنوا به فنزلت هذه الآية فيهم

 قال ابو عبد الرحمن رواه جرير عن منصور عن مجاهد

 فان قيل مامعنى { يخرجونهم من النور إلى الظلمات } ولم يكونوا في نور قط

 فالجواب انه يقال رأيت فلانا خارج الدار وان لم يكن خرج منها وأخرجته من الدار جعلته في خارجها وكذا أخرجه من النور جعله خارجا منه وان لم يكن كان فيه

 وقيل هذا تمثيل لما صرفوا عنه كانوا بمنزلة من اخرج منه كما يقال لم اخرجتني من ملتك

 وقيل لما ولدوا على الفطرة وهي اخذ الميثاق وما فطروا عليه من معرفة اللّه جل و

 ثم كفروا كانوا قد أخرجوا من

النور

 قال الاخفش { اللّه ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور } يحكم بأنهم كذلك تقول قد أخرجكم اللّه من هذا الامر ولم تكونوا فيه قط

 قال ابو اسحاق ليس هذا بشيء انما هو يزيدهم بايمانهم هدى وهو وليهم في حجاجهم وهدايتهم وفي نصرهم على عدوهم ويتولى ثوابهم

﴿ ٢٥٧