٢٥٩وقوله عز وجل { أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها } روى علي بن الحكم عن الضحاك قال يقال هو عزير والقرية بيت المقدس { فأماته اللّه مائة عام } فكان أول شيء حيي منه رأسه فجعل ينظر الى كل ما يخلق منه والى حماره قال سعيد عن قتادة وذكر لنا انه عزير أتى على بيت المقدس بعدما خربه بختنصر قال فقال أنى تعمر هذه بعد خربها ثم قال تعالى { فأماته اللّه مائة عام } ذكر لنا انه مات ضحى وبعث قبل غيبوبة الشمس بعد مائة عام فقال لبثت يوما او بعض يوم وقال كعب هو عزير قال مجاهد هو رجل من بني اسرائيل قال عن اللّه بن عبيد بن عمير هو أرميا وكان نبيا والخاوية الخالية وقال الكسائي يقال خوت خويا وخواء وخواية والعروش السقوف أي ساقطة على سقوفها قال ابو عبيدة ويقال خوت عروشها بيوتها والعروش الخيام وهي بيوت الاعراب قال الكسائي والفراء الكاف في قوله { أو كالذي } عطف على معنى الكلام أي هل رأيت كالذي حاج ابراهيم او كالذي مر على قرية وقيل هي زائدة كما قال { ليس كمثله شيء } وقوله تعالى { لم يتسنه } قال عكرمة وقتادة لم يتغير وقال مجاهد لم ينتن قال بعض أهل اللغة لم يتسن من قولهم آسن الماء اذا انتن وقال ابو عمر الشيباني { لم يتسنه } لم يتغير من قوله تعالى { من حمإ مسنون ثم أبدل من احدى النونين ياء كما قيل تقصيت وتظنيت وقصيت اظافري
قال ابو جعفر والقولان خطأ لو كان من قولهم أسن الماء اذا انتن لكان يتأسن قال ابو اسحاق وليس مسنون لان مسنونا مصبوب على سنة الارض قال ابو جعفر والصحيح انه من السنة أي لم تغيره السنو ثم قال تعالى { ولنجعلك آية للناس } قال سفيان عن الاعمش قال رجع الى بنيه شيوخا وهو شاب قال الكسائي لا يكون الملام الا باضمار فعل والمعنى عنده فعلنا هذا لنجعلك دليلا للناس وعلما على قدرتنا ومثله { وحفظا } ثم قال جل وعز { وانظر إلى العظام كيف ننشزها } أي نحييها { ننشزها } بالزاي معجمة أي نركب بعض العضام على بعض ونرفع بعضها الى بعض والنشز والنشز ما ارتفع عن الارض ومن قرأ { قال أعلم أن اللّه على كل شيء قدير } فقال قتادة في قراءته أنه جعل ينظر كيف يوصل بعض عظامه الى بعض لان أول ما خلق منه راسه وقيل له انظر فقال عن ذلك هذا وروى طاووس عن ابن عباس { قال أعلم } على الامر وانما قيل له ذلك قال هارون في قراءة عبد اللّه{ قيل اعلم } على وجه الامر وقد يجوز ان يكون خاطب نفسه بهذا |
﴿ ٢٥٩ ﴾