٢٦٠

 وقوله عز وجل { وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى قال أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي }

 فيه قولان

أحدهما  ان المعنى ليطمأن قلبي للمشاهدة كأن نفسه طالبته برؤية ذلك فاذا رآه اطمان والانسان قد يعلم الشيء من ج

 ثم يطلب أن يعلمه من غيرها

 وهذا القول مذهب الجلة من العلماء وهو مذهب ابن عباس والحسن

 قال الحسن ولا يكون الخبر عند ابن آدم كالعيان

 والقول الاخر ان المعنى { ولكن ليطمئن قلبي } بأني اذا سألتك أجبتني

 كما روى عن سفيان عن قيس بن مسلم عن سعيد بن جبير قال { أو لم تؤمن } بالخلة قال توقن بالخلة

 وروى أبو الهيثم عن سعيد بن جبير { ولكن ليطمئن قلبي } ليزدا

 ثم قال تعالى { قال فخذ أربعة من الطير }

 حدثنا عبد الباقي بن احمد بن محمد بن عبد العزيز الاموي قال حدثنا ابي قال حدثنا يحيى بن عبد اللّه بن بكير حدثنا عبد اللّه بن لهيعة عن عبيد اللّه بن هبيرة السبيني عن حنش الصنعاني عن عبد اللّه بن عباس في قول اللّه جل وعز { فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك } قال هو الحمام والطاووس والكركي والديك

 وروى الحكم بن ابان عن عكرمة عن ابن عباس قال اخذ الديك والطاووس والغراب والحمامة

 قال مجاهد { فصرهن } انتفهن بريشهن ولحومهن

 قال ابو عبيدة صرت قطعت وصرت جمعت

 وحكى ابوعبيدة صرت عنقه أصورها وصرتها أصيرها أملتها وقد صور

 يقرأ بالضم والكسر واكثر القراء على الضم

 قال الكسائي من ضمها جعلها من صرت الشيء املته وضممته الي قال وصر وجهك الي أبي أقبل به

 والمعنى على هذه القراءة فضمهن اليك وقطع

 ثم حذف وقطعهن لانه قد دل عليه

 ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا }

 ومن قرأ { فصرهن } بالكسر ففيه قولان

أحدهما  انه بمعنى الاول

والآخر أن أبا مالك والضحاك قالا فقطعهن

 قال ابو حاتم هو من صار اذا قطع قال ويكون حينئذ على التقديم والتأخير كأنه قال فخذ اربعة من الطير اليك فصرهن

 قال غيره ومنه قيل للقطيع من بقر الوحش صوار وصوار أي انقطعت فانفردت ولذلك قيل لقطع المسك أصورة كما قال اذا تقوم يضوغ المسك أصورة

 قال ابو جعفر وأولى ما قيل في معنى فصرهن وصرهن أنهما بمعنى القطع على التقديم

والتأخير أي فخذ اليك اربعة من الطير فصرهن

 ولم يوجد التفريق صحيحا عن احد من المتقدمين

 ثم ادعهن }

 قال ابن عباس تعالين باذن اللّه فطار لحم ذا الى لحم ذا { سعيا } أي عدوا على ارجاهن ولا يقال للطائر اذا طار سعى

 { واعلم أن اللّه عزيز } أي لا يمتنع عليه ما يريد

 { حكيم } فيما يدبر

 فلما قص ما فيه البراهين حث على الجهاد وأعلم أن من جاهد بعد هذا البرهان الذي لا ياتي به الا نبي فله في جهاده الثواب العظيم

﴿ ٢٦٠