٢٨٥فأنزل اللّه عز وجل { آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه } الآية وأنزل { لا يكلف اللّه نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا } قال قد فعلت { ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا } قال قد فعلت { ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين } قال قد فعلت وروى اسماعيل بن ابي خالد عن الشعبي قال نسختها الآية التي بعدها { لا يكلف اللّه نفسا إلا وسعها } وروى مقسم عن ابن عباس نزلت في الشهادة أي في اظهارها وكتمانها وقال مجاهد هذا في الشك واليقين وروى حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن أمية انها سالت عائشة عن هذه الآية { وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به اللّه } وسألتها عن هذه الآية { من يعمل سوءا يجز به } فقالت عائشة ما سألني عنهما أحد منذ سألت رسول اله صلى اللّه عليه وسلم فقال يا عائشة هذه معاتبة اللّه العبد بما يصيبه من الحمى والنكبة والشوكة حتى البضاعة يضعها في كمه فيفقدها فيفزع لها فيجدها في ضبنه حتى ان المؤمن ليخرج من ذنوبه كما يخرج التبر الاحمر من الكير وقال الضاحك يعلمه اللّه يوم القيامة بما كان يسره ليعلم أنه لم يخف عليه وقيل لا يكون في هذا نسخ لانه خبر ولكن يبينه { إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم } فالمعنى واللّه اعلم وان تبدوا ما في انفسكم او تخفوه من الكبائر والذي رواه علي بن ابي طلحة عن ابن عباس حسن واللّه اعلم بما اراد فأما ما روي عن ابن عباس من النسخ فمما يجب ان يوقف على تأويله اذ كانت الاخبار لا يقع فيها ناسخ ولا منسوخ فان صح فتاويله ان الثاني مثل الاول كما تقول نسخت هذا من هذا وقيل فيه قول أخر يكون معناه فأزيل ما خالط قلوبهم من ذلك وبين وقوله جل وعز { كل آمن باللّه وملائكته وكتبه ورسله } أي كلهم آمن باللّه وقرأ ابن عباس{ وكتابه } وقال كتاب أكثر من كتب يذهب الى انه اسم للجنس وقوله جل وعز { لا نفرق بين أحد من رسله } روي عن ابن مسعود وابن عباس ويحيى بن يعمر أنهم قرءوا{ لا يفرق } بمعنى كل لا يفرق أي لا يفرق الرسول والمؤمنون بين احد من رسله ومن قرأ بالنون فالمعنى عنده قالوا لا نفرق بين احد من رسله أي لا نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويدل على النون ربنا ثم قال تعالى { وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير } ومعنى غفرانك اغفر لنا غفرانا |
﴿ ٢٨٥ ﴾