٢٨٦

 وقوله جل وعز { لا يكلف اللّه نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت }

 وسمعها أي طاقتها أي لا يكلفها فرضا من الفروض لا تطيقه

 { لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت }

 قال محمد بن كعب لها ما كسبت من الخير وعليها ما اكتسبت من الشر

 وقال غيره معناه لا يؤاخذ احد بذنب احد

 وقوله جل وعز { ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا }

 قال قطرب النسيان ههنا الترك كقول الرجل للرجل لا تنسني من عطيتك أي تتركني منها

 قال او أخطانا أي خطئنا واذنبنا ليس على الخطأ

 قال ابو جعفر الذي قال قطرب في نسينا معروف في اللغة قال عز وجل { نسوا اللّه فنسيهم }

 وقد يجوز ان يكون من النسيان لان النسيان قد يكون سببه الاقبال على ما لا يحل حتى يقع النسيان

 والذي قال في { أخطأنا } لا يعرفه أهل اللغة لانه انما يقال خطينا أي تعمدنا الذنب وأخطأنا اذا لم نتعمده فلا يكون

أحدهما  بمعنى ألاخر و لا يكون معنى أخطأنا دخلنا في الخطيئة كما يقال أظلمنا وأصبحنا وأنجدنا

 وقوله جل وعز { ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا }

 قال مجاهد الاصر العهد

 قال سعيد بن حبير الاصر شدة العمل وما غلظ على بني اسرائيل من البول ونحوه

 وروي عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال ان اللّه تجاوز لامتي عما حدثت به انفسها ما لم تعمل به أو تكلم به

 قال الضحاك كانوا يحملون أمور ا شدادا

 قال مالك الاصر الامر الغليظ

 قال ابو عبيدة الاصر الثقل

 قال ابو جعفر وهذه الاقوال ترجع الى معنى واحد أي لا تأخذ عهدنا بما لا نقوم به الا بثقل أي لا تحمل علينا اثم العهد كما قال تعالى { وأخذتم على ذلكم إصري } وما امروا به فهو بمنزلة ما اخذ عهدهم به ومعنى ما تأصرني على فلان آصرة أي ما يعطفني عليه عهد ولا قرابة

 وقوله جل وعز { ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به }

 معنى { ما لا طاقة لنا به } ما يثقل نحو { لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة } كما يقال لا اطيق مجالسة فلان أي ذلك يثقل علي

 والاصر ثقل العهد والفرض وما لا طاقة لنا به ما يقل بالاضافة وقد يجوز ان يخف على غيرن

 ثم قال جل وعز { واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين }

 { واعف عنا } أمي إمح عنا نوبنا والعافي الدارس الممحي والعافية دروس البلاء

 { واغفر لنا } أي غط على عقوبتنا واسترها

 وقيل أي امح عنا ذنوبنا

 { أنت مولانا } أي ولينا وناصرنا وقال لبيد

  فغدت كلا الفرجين تحسب انه  مولى المخافة خلفها وأمامها  تمت سورة البقرة

﴿ ٢٨٦