٨وقوله جل وعز { ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا } أي لا تبتلينا بما نزيغ به أي يقولون هذا ويجوز ان يكون المعنى قل يا محمد ويقال أزاغة القلب فساد وميل عن الدين او كانوا يخافون وقد هدوا ان ينقلهم اللّه الى الفساد فالجواب ان يكونوا سألوا اذ هداهم اللّه ان لايبتليهم بما يثقل عليهم من الاعمال فيعجزوا عنه نحو { ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم } قال ابن كيسان سألوا ان لا يزيغوا فيزيغ اللّه قلوبهم نحو { فلما زاغوا أزاغ اللّه قلوبهم } أي ثبتنا على هدايتك اذ هديتنا وان لا نزيغ فنستحق ان تزيغ قلوبنا قال وفيها جواب اخر انه جل وعز الذي من عليهم بالهداية وعرفهم ذلك فسألوه ان يدوموا على ما هم عليه وان يمدهم منه بالمعونة وان لا يلجئهم الى انفسهم وقد ابتداهم بفضله فتزيغ قلوبهم وذلك مضاف اليه جل وعز لانه اذا تركهم ولم يتول هدايتهم ضلوا فكان سبب ذلك تخليته اياهم قال وقول جامع القلوب للّه جل وعز يصرفها كبف يشاء وفي الحديث عن النبي صلى اللّه عليه وسلم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك |
﴿ ٨ ﴾