١٣

 ثم قال عز وجل { قد كان لكم آية في فئتين التقتا فئة تقاتل في سبيل اللّه وأخرى كافرة يرونهم مثليهم رأي العين }

 والمعنى قد كان لكم علامة من اعلام النبي صلى اللّه عليه وسلم لانه أنباهم بما لم يكن

 والفئة الفرقة من قولهم فأوت رأسه بالسيف وفأيته أي فلقته

 قرأ ابو عبد الرحمن { يرونهم مثليهم } بضم التاء

 وروى علي ابن ابي طلحة { يرونهم } بضم الياء

 وروى ابن نجيح عن مجاهد في قوله جل وعز قد كان

لكم أية في فئتين التقتا

 قال محمد صلى اللّه عليه وسلم واصحابه و مشركوا بدر

 وأنكر ابو عمرو ان يقرأ ترونهم بالتاء قال ولو كان كذلك لكان مثليكم

 قال ابو جعفر وذا لا يلزم ولكن يجوز ان يكون مثلي أصحابكم

 قال ابن كيسان الهاء والميم في ترونهم عائدة الى { وأخرى كافرة } والهاء والميم في مثليهم عائدة الى { فئة تقاتل في سبيل اللّه } وهذا من الاضمار الذي يدل عليه سياق الكلام وهو قوله واللّه يؤيد بنصره من يشاء فدل عل ان الكافرين كانوا مثلي المسلمين في رأي العين وكانوا ثلاثة أمثالهم في العدد

 قال والرؤية ها هنا لليهود

 قال ومن قال يرونهم بالياء جعل الرؤية للمسلمين يرون المشركين مثلهم وكان المسلمون يوم بدر ثلثمائة واربعة عشر والمشركون تسع مائة وخمسين فاري المسلمون المشركين ضعفهم وقد وعدوهم ان الرجل منهم يغلب الرجلين من المشركين فكانت تلك آية ان يرةا الشيء على خلاف صورته كما قال تعالى { وإذ يريكموهم إذ التقيتم في أعينكم قليلا ويقللكم في أعينهم ليقضي اللّه أمرا كان مفعولا }

 قال ابو اسحاق ليؤلف بينهم على الحرب للنقمة ممن

اراد الانتقام منه والانعام على من أراد إتمام النعمة عليه من أهل ولايته

 قال الفراء يحتمل مثليهم ثلاثة امثالهم

 قال ابو اسحاق وهذا باب الغلط فيه غلط بين في جميع المقايس لانا أنما نعقل مثل الشيء مساويا له ونعقل مثليه ما يساوي مرتين

 قال ابن كيسان الازدي كيف يقع المثلان موقع ثلاثة امثال الا اني أحسبه جعل { ترونهم } راجعة الى ال

 ثم جعل المثلين مضافا الى نصفهم على معادلة الكافرين المؤمنين أي يرون الكل مثليهم لوكان الفريقان معتدلين

 قال والراءون هاهنا اليهود وقد بين الفراء قوله بان قول كما تقول وعندك عبد أحتاج الى مثليه فأنت محتاج الى ثلاثة

 وكذلك عنده اذا قلت معي درهم واحتاج الى مثليه فأنت تحتاج الى ثلاثة مثليه والدرهم لانك لا تريد ان يذهب الدرهم

 والمعنى يدل على خلاف ما قال وكذلك اللغة

 فانهم اذا رأوهم على هيأتهم فليس في هذه آية واللغة على خلاف هذا لانه قد عرف بالتميز معنى المثل

 والذي اوقع الفرأ في هذا ان المشركين كانوا ثلاثة امثال المؤمنين يوم بدر فتوهم ان لا يجوز ان يكونوا يرونهم الا على عادتهم فتأول انك اذا قلت عندي درهم واحتاج الى مثله والدرهم بحاله فقد صرت تحتاج الى درهمين وهذا بين وليس المعنى عليه وانها اراهم اللّه اياهم على غير عدتهم لجهتين

أحدهما  انه راى الصلاح في ذلك لان المؤمنين تقوى قلوبهم بذلك

والآخرى انه آيه للنبي صلى اللّه عليه وسلم

 وقوله جل وعز زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة

 قيل لما كانت معجبة كانت كأنها قد زينت

 وقيل زينها الشيطان

﴿ ١٣