٣٩وقوله تعالى { فنادته الملائكة } روي أن جبريل صلى اللّه عليه وسلم هو الذي ناده وحده وهذا لا يمتنع في اللغة كما تقول ركب فلان السفن وانما ركب سفينة واحدة أي ركب هذا الجنس وقوله تعالى { مصدقا بكلمة من اللّه } قال ابن عباس صدق بعيسى وقال الضحاك بشر بعيسى ومعنى بشرته أظهرت في بشرته السرور فان قيل فما تسميه عيسى بالكلمة ففي هذا اقوال أحدهما انه لما قال اللّه عز وجل كن فكان سماه بالكلمة فالمعنى على هذا ذو كلمة اللّه كما قال تعالى { واسأل القرية } وقيل سمي بهذا كما يقال عبد اللّه وألقاها على اللفظ وقيل لما كانت الانبياء قد بشرت به وأعلمت انه يكون من غير فحل وبشر اللّه مريم به كما قال انما انا رسول ربك لاهب لك غلاما زكيا فلما ولدته على الصفة التي وصف بها قال اللّه عز وجل هذه كلمتي كما تخبر الرجل بالشيء أو تعده به فاذا كان قلت هذا مولي وهذا كلامي والعرب تسمي الكلام الكثير والكلمة الواحدة كلمة كما روي ان الحويدرة ذكر لحسان فقال لعن اللّه كلمته تلك يعني قصيدته وقيل سمي كلمة لان الناس يهتدون به كما يهتدون بالكلمة وقوله تعالى { وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين } قال سعيد بن جبير والضحاك السيد الحليم وقيل الرئيس وروى يحيى بن سعيد الانصاري عن سعيد بن المسيب انه قرأ { وسيدا وحصورا } فأخذ من الارض شي ثم قال الحصور الذي لا يأتي النساء يقال حصر اذا منع ف حصور بمعنى محصور وكانه منع مما يكون في الرجال وفعول بمعنى مفعول كثير في كلام العرب من ذلك حلوب بمعنى محلوبة قال الشاعر فيها اثنثان واربعون حلوبة سواد كخافيه الغراب الاسحم ويقال حصرت الرجل اذا حسبته واحصر المرض اذا منعه من السير والحصير من هذا سمي لان بعضة حبس على بعض وقيل هو الحابس نفسه عن معاصي اللّه عز وجل وقال ابن عباس الذي لا ينزل |
﴿ ٣٩ ﴾