٥٢وقوله تعالى { فلما أحس عيسى منهم الكفر } قال ابو عبيدة { أحس } بمعنى عرف { قال من أنصاري إلى اللّه } قال سفيان أي مع اللّه وقد قال هذا بعض أهل اللغة وذهبوا ألى أن حروف الخفض يبدل بعضها من بعض واحتجوا بقوله تعالى { ولأصلبنكم في جذوع النخل } قالوا معنى في معنى على وهذا القول عند أهل النظر لا يصح لان لكل حرف معناه وانما يتفق الحرفان لتقارب المعنى فقوله تعالى { ولأصلبنكم في جذوع النخل } كان الجذع مشتملا على من صلب ولهذا دخلت في لانه قد صار بمنزلة الظرف ومعنى { من أنصاري إلى اللّه } من يضم نصرته اياي الى نصرة اللّه عز و ج ثم قال تعالى { قال الحواريون نحن أنصار اللّه } روى سعيد بن جبير عن ابن عباس انه انما سموا حواريين لبياض ثيابهم وكانوا صيادين وقال ابن أرطاة انما كانوا غسالين يحورون الثياب أي يغسلونها وقال أهل اللغة الحواريون صفوة الانبياء وهم المخلصون وروى جابر بن عبد اللّه عن النبي صلى اللّه عليه وسلم انه قال الزبير ابن عمتي وحواري من أمتي أي صفوتي ومنه قيل عن حوراء اذا اشتد بياضها وسوادها وامرأة حوراء اذا خلص بياضها مع حور العين ومنه قيل لنساء الانصار حواريات لنظافتهن وقال ابو جلدة اليشكري فقل للحوريات يبكين غيرنا و لا تبكنا الا الكلاب النوابح ومنه الحوري |
﴿ ٥٢ ﴾