٦١

 وقوله تعالى { فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفس ثم نبتهل فنجعل لعنة اللّه على الكاذبين }

 قيل يعني بالأنفس هاهنا أهل دينهم كما قال تعالى { فسلموا على أنفسكم }

 وقال تعالى { فاقتلوا أنفسكم } وأصل الابتهال في اللغة الاجتهاد ومنه قول البيد

  في كهول سادة من قومه  نظر الدهر اليهم فابتهل 

 أي اجتهد في هلاكهم فمعنى الا

 ثم نجتهد في الدعاء بالعنة

 وروي ان قوما من النصارى من أهل نجرن أتوا النبي صلى اللّه عليه وسلم فدعاهم الى الاسلام فقالوا قد كنا مسلمين مثلك فقال كذبتم يمنعكم من الاسلام ثلاث قولكم اتخذ ولدا وأكلكم لحم الخنزير وسجودكم للصليب فقالوا من ابو عيسى فأنزل اللّه عز وجل { إن مثل عيسى عند اللّه كمثل آدم خلقه من تراب }

الى قوله تعالى { فنجعل لعنة اللّه على الكاذبين } فدعهم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم الى الالتعان فقال بعضهم بعض ان فعلتم اضطرم الوادي عليكم نارا

 فقالوا أما تعرض علينا سوى هذا فقال الاسلام او الجزية او الحرب فأقروا بالجزية

 وروى عكرمة عن ابن عباس انه قال لو خرجوا للابتهال لرجعوا لا يرون أهلا ولا ولدا

﴿ ٦١