١٥٩وقوله عز وجل { فبما رحمة من اللّه لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك } الفظ في اللغة الغليظ الجانب السىء الخلق يقال فظظت تفظ فظاظة ومعنى { لانفضوا من حولك } لتفرقوا هذا قول ابي عبيدة وكانه التفرق من غير جهة واحدة ويقال فلان يفض الغطاء أي يفرقه وفضضت الكتاب من هذا وقوله عز وجل { فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر } المشاورة في اللغة ان تظهر ما عندك وما عند صاحبك من الرأي والشوار متاع البيت المرئي وفي معنى الآية قولان أحدهما ان اللّه امر النبي صلى اللّه عليه وسلم ان يشاورهم فيما لم يات فيه وحي لانه قد يكون عند بعضهم فيما يشاور فيه علم وقد يعرف الناس من امور الدنيا ما لايعرفه الانبياء فاذاكان وحي لم يشاورهم والقول الاخر ان اللّه عز وجل امره بهذا ليستميل به قلوبهم وليكون ذلك سنة لمن بعده حدثني احمد ابن عاصم قال حدثنا عبد اللّه بن سعيد بن ابي مريم قال حدثنا ابي قال حدثنا ابن عيينة عن عمروا بن دينار عن ابن عباس { وشاورهم في الأمر } قال ابو بكر وعمر رضي اللّه عنهما وقال الحسن أمر بذلك صلى اللّه عليه وسلم لتستن به امته |
﴿ ١٥٩ ﴾