٦

وقوله عز وجل { وابتلوا اليتامى حتى اذا بلغوا النكاح } قال الحسن أي اختبروهم

وقوله تعالى { فان آنستم منهم رشدا } { آنستم } بمعنى علمتم وأحسستم ومنه قول الشاعر آنست نبأة وأفزعها القناص عصرا وقد دنا الامساء والرشد الطريقة المستقيمة قال مجاهد العقل وقال سفيان العقل والحفظ للمال قال أبو جعفر وهذا من أحسن ما قيل فيه لانه أجمع أهل العلم على أنه اذا كان عاقلا مصلحا لم يكن ممن يستحق الحجر عليه في ماله

ثم قال تعالى { فادفعوا إليهم أموالهم ولا تأكلوها إسرافا وبدارا أن يكبروا } أي مبادرة أن يكبروا فيأخذوها منكم

وقوله عز وجل { ومن كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف } في هذه الآية أقوال أجودها أن لولي اليتيم ما للولي أن يأخذ منه ان كان فقيرا بمقدار ما يقوم به وكذلك روي عن عمر أنه قال أنا في هذا المال بمنزلة ولي اليتيم يأخذ منه ما يصلحه اذا احتاج

وروى القاسم بن محمد أن أعرابيا سأل ابن عباس ما يحل لي من مال يتيمي فرخص له أن يأخذ منه اذا كان يخدمه ما لم يسرف وقال عبيدة والشعبي وأبو العالية ليس له أن يأخذ شيئا الا قرضا وحدثنا عمر بن اسماعيل بن أبي غيلان قال حدثنا داود الضبي قال حدثنا عبد اللّه بن المبارك عن عاصم عن أبي العالية { ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف } قال قر

 ثم تلا هذه الآية { فاذا دفعتم اليهم أموالهم فأشهدوا عليهم } وقال أبو يحيى عن مجاهد ليس له أن يأخذ قرضا ولا غير ذلك

وقال بهذا القول من الفقهاء أبو يوسف وذهب الى أن الآية منسوخة نسخها قوله { يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل الا أن تكون تجارة } وليس بتجارة

﴿ ٦