٢٢

 وقوله عز وجل { ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء الا ما قد سلف } يقال كيف استثنى { ما قد سلف } مما لم يكن بعد فالجواب أن هذا استثناء ليس من الاول والعرب تقول ما زاد الا ما نقص وسيبوبه يجعل الا بمعنى لكن المعنى لكن ما قد سلف فانه مغفور أو فدعوه

 ثم قال عز وجل { إنه كان فاحشة ومقتا وساء سبيلا } يقال لم جيء ب { كان } وهو بكل حال فاحشة ففي هذا جوابان

قال أبو اسحاق قال أبو العباس محمد بن يزيد كان ههنا زائدة والمعنى انه فاحشة وأنشد فكيف اذا رأيت ديار قوم وجيران لنا كانوا كرام قال أبو جعفر قال أبو اسحاق وهذا عندي خطأ لان كان لو كانت زائدة وجب أن يكون { إنه كان فاحشة ومقت } والجواب أن هذا كان مستقبحا عندهم في الجاهلية يسمونه فاحشة ومقتا

والمقت أشد البغض ويسمون المولود منه المقتي فأعلم اللّه جل وعز أن هذا الذي حرمه كان قبيحا في الجاهلية ممقوتا

﴿ ٢٢