٢٥وقوله عز وجل { ومن لم يستطع منكم طولا } أي قدرة على المهر والطول في اللغة الفضل ومنه تطول اللّه علينا والطول في القامة فضل والطول الحبل ويقال لا أكلمه طوال الدهر وفي قوله عز وجل { أن ينكح المحصنات } قولان أحدهما أنهن العفائف والآخر أنهن الحرائر والاشبه أن يكن الحرائر لقوله { فمن ما ملكت أيمانكم من فتياتكم المؤمنات } يعني المملوكات والعرب تقول للمملوك فتى وللملوكة فتاة ثم قال عز وجل { بعضكم من بعض } في معنى هذا قولان أحدهما بنو آدم والقول الاخر انكم مؤمنون فأنتم اخوة وانما قيل لهم هذا فيما روي لانهم في الجاهلية كانوا يعيرون بالهجنة ويسمون ابن الامة هجينا فقال عز وجل { بعضكم من بعض } وقوله جل وعز { وآتوهن أجورهن بالمعروف محصنات } متزوجات { غير مسافحات } أي غير زانيات { ولا متخذات أخدان } الخدن الصديق أي غير زانيات بواحد ولا مبذولات ثم قال جل وعز { فإذا أحصن } قال الشعبي معناه فاذا أسلمن وروي عن عبد اللّه بن مسعود أنه قال الاحصان الاسلام ويقرأ فاذا أحصن قال ابن عباس تزوجن اذا كانت غير متزوجة وقال الزهري معناه فاذا تزوجن قال الزهري تحد الامة اذا زنت وهي متزوجة بالكتاب وتحد اذا زنت ولم تتزوج بالسنة والاختيار عند أهل النظر فاذا أحصن بالضم لانه قد تقدم ذكر اسلامهن في قوله عز وجل ومن لم يستطع منكم طولا أن ينكح المحصنات المؤمنات فدل ذلك على أن الاحصان الثاني غير الاسلام فالاختيار على هذا { أحصن } بالضم أي تزوجن وقيل { أحصن } تزوجن وذا أولى لانه قال { من فتياتكم المؤمنات } فيبعد أن يقول فاذا أسلمن ثم قال جل وعز { فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب } يعني نصف الحد ويعني بالمحصنات ههنا الابكار الحراير لان الثيب عليها الرجم ولا يتبعض قيل وانما قيل للبكر محصنة وان لم تكن متزوجة لان الاحصان يكون لها كما يقال أضحية قبل أن يضحى بها وكما يقال للبقرة مثيرة قبل أن تثير وقيل المحصنات المتزوجات لان عليهن الضرب والرجم في الحديث والرجم لا يتبعض فصار عليهن نصف الضرب ثم قال جل وعز { ذلك لمن خشي العنت منكم } قال الشعبي الزنا والعنت في اللغة المشقة يقال أكمة عنوت اذا كانت شاقة ثم قال جل وعز { وأن تصبروا خير لكم } أي وأن تصبروا عن نكاح الاماء خير لكم وانما شدد في الاماء لان ولد الرجل منها يكون مملوكا وهي تمتهن في الخدمة وهذا شاق على الزوج وقوله عز وجل { ويهديكم سنن الذين من قبلكم } أي طرق الانبياء والصالحين قبلكم لتتبعوها |
﴿ ٢٥ ﴾