٥١وقوله عز وجل { ألم تر الى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت } روي عن عمر رحمه اللّه أنه قال الجبت السحر والطاغوت الشيطان وكذلك روي عن الشعبي وقال قتادة الجبت الشيطان والطاغوت الكاهن وروي عن ابن عباس أن الجبت والطاغوت رجلا من اليهود وهما كعب بن الاشرف وحيي بن أخطب والجبت والطاغوت عند أهل اللغة كل ما عبد من دون اللّه أو أطيع طاعة فيها معصية أو خضع له فهذه الاقوال متقاربة لانهم اذا أطاعوهما في معصية اللّه والكفر بأنبيائه كانوا بمنزلة من عبدهما كما قال جل وعز { اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون اللّه } حدثني من أثق به عن بن يونس بن عبد الاعلى عن ابن وهب عن مالك قال الطاغوت ما عبد من دون اللّه ومنه { واجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها } فقلت لمالك ما الجبت فقال سمعت من يقول هو الشيطان ويدل على هذا ما حدثناه أحمد بن محمد الازدي قال حدثنا ابن أبي داود قال حدثنا الحماني قال حدثنا مروان بن معاوية وابن المبارك عن عوف عن حيان بن قطن عن قبيصة بن مخارق قال سمعت النبي رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول العيافة والطيرة والطرق من الجبت ثم قال جل وعز { ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا } قال قتادة هم اليهود وقال غيره يبين بهذا أنهم عاندوا لانهم قالوا لمن عبد الاصنام ولم يقر بكتاب هؤلاء أهدى من المؤمنين الذين صدقوا بالكتب |
﴿ ٥١ ﴾