٨٥

 وقوله جل وعز { من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها } قال الحسن من شفع أثيب وان لم يشفع لانه قال جل وعز { من يشفع } ولم يقل من يشفع وقال ابو موسى الاشعري رحمه اللّه كنا عند النبي صلى اللّه عليه وسلم فجاء سائل فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم اشفعوا تؤجروا ويقضي اللّه على لسان نبيه ما شاء

 ثم قال جل وعز { ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها } روي عن أبي موسى أنه قال الكفل النصيب أو قل الحظ كذا في الحديث وقال قتادة الكفل الاثم والمعروف عند أهل اللغة أن الكفل النصيب ويقال اكتفلت البعير اذا جعلت على موضع منه كساء أو غيره لتركبه وهذا مأخوذ من ذاك لانك انما تجعله على نصيب مثله  

 وقوله جل وعز { وكان اللّه على كل شيء مقيتا } في معناه قولان روى معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس مقيتا

يقول حفيظا وباسناده مقيتا يقول قديرا وحكى الكسائي أنه قال أقات يقيت اذا قدر وقال الشاعر وذي ضغن كففت النفس عنه وكنت على مساءته مقيتا والقول أن المقيت الحفيظ قال أبو اسحاق وهذا القول عندي أصح من ذاك لانه مأخوذ من القوت مقدار ما يحفظ الانسان

وقال الشاعر ألي الفضل أم علي اذا حو سبت اني على الحساب مقيت وفي الحديث كفى بالمرء اثما أن يضيع من يقيت أي يحفظ ويروى يقوت  

﴿ ٨٥