١٢٨وقوله جل وعز { وان امرأة خافت من بعلها نشوزا أو اعراضا } النشوز من الزوج أن يسيء عشرتها ويمنعها نفسه ونفقته ثم قال جل وعز { فلا جناح عليهما أن يصالحا بينهما صلحا } وقرأ أكثر الكوفيين { أن يصلحا } وقرأ الجحدري وعثمان البتي { أن يصلحا } والمعنى يصطل ثم أدغم فأما تفسير الآية فروى سماك بن حرب عن خالد بن عرعرة عن علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه قال هي المرأة تكون عند الرجل وهي دميمة أو عجوز تكره مفارقته فيصطلحا على أن يجيئها كل ثلاثة أيام أو أربعة وقالت عائشة هو الرجل تكون عنده المرأة لعله لا يكون له منها ولد ولا يحبها فيريد تخليتها فتصالحه فتقول لا تطلقني وأنت في حل من شأني وروى الزهري عن سعيد بن المسيب وسليمان بن يسار أن هذه الآية نزلت في { رافع بن خديج } طلق امرأته تطليقة وتزوج شابة فلما قاربت انقضاء العدة قالت له أنا أصالحك على بعض الايام فراجع ثم لم تصبره فطلقها أخ ثم سألته ذلك فراجعها فنزلت الآية وفي حديث هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن سودة وهبت يومها لعائشة وكان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقسم لعائشة يومها ويوم سودة ابتغت سودة بذلك رضى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ثم قال جل وعز { والصلح خير } والمعنى والصلح خير من الفر ثم حذف هذا لعلم السامع وقيل في معنى { اللّه أكبر } اللّه أكبر من كل شيء ثم قال جل وعز { وأحضرت الانفس الشح } قال عطاء يعني الشح في الايام والنفقة ومعنى هذا أن المرأة تشح بالنفقة على ضرايرها وايثارهن وقال سعيد بن جبير هذا في المرأة تشح بالمال والنفس |
﴿ ١٢٨ ﴾