٢وقوله جل وعز { يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر اللّه } قال أبو عبيدة الشعائر الهدايا الواحدة شعيرة وقال غيره شعيرة بمعنى مشعرة وقال الاصمعي أشعرتها أعلمتها وروى الاسود بن يزيد عن عائشة قالت انما أشعرت ليعلم أنها بدنة وقال مجاهد شعائر اللّه الصفا والمروة والحرم والمعنى على هذا القول لا تحلوا الصيد في الحرم والتقدير لا تحلوا لانفسكم شعائر اللّه ومن قال بأنها البدن فالآية عنده منسوخة قال الشعبي ليس في المائدة آية منسوخة الا { يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر اللّه } وكذلك قال قتادة وقال نسختها { فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم } وكانوا قبل قد منعوا من قتالهم في الشهر اذا كانوا آمين البيت الحرام ثم قال جل وعز { ولا الشهر الحرام } وهو رجب ثم قال جل وعز { ولا الهدي } واحد الهدي هدية ثم قال جل وعز { ولا القلائد } قال الضحاك وعطاء كانوا يأخذون من شجر الحرم فلا يقربون اذا رئي عليهم ثم قال جل وعز { ولا آمين البيت الحرام } الام القصد أي لا تستحلوا منع القاصدين البيت الحرام ويجوز أن يكون المعنى لا تحلوا قصد الآم ثم حذف ثم قال جل وعز { يبتغون فضلا من ربهم ورضوانا } قال ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد يبتغون الاجر والتجارة ثم قال جل وعز { واذا حللتم فاصطادوا } وهذا اباحة بعد حظر وليس بحتم ثم قال تعالى { ولا يجرمنكم شنآن قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا } قال أبو عبيدة ( ولايجرمنكم لا يكسبنكم وأنشد ولقد طعنت أبا عيينه طعنة جرمت فزارة بعدها أن يغضبوا وقال الاخفش ولا يحقنكم وقال الفراء ولا يحملنكم وهذه المعاني متقاربة لان من حمل رجلا على ابغاض رجل فقد أكسبه ابغاضه فاذا كان الامر كذلك فالذي هو أحسن أن يقال ما قاله ابن عباس وقتادة قالا أي لا يحملنكم شنآن قوم على العدوان وقرأ الاعمش { ولا يجرمنكم } بضم الياء قال الكسائي جرم يجرم وأجرم يجرم بمعنى واحد الفتح في هذا أكثر والضم في الجناية أكثر والشنآن الابغاض ويقرأ شنئان باسكان النون وليس بالحسن لان المصادر لا تكاد تكون على فعلان وقرأ أبو عمرو ان صدوكم بكسر الهمزة بمعنى الشرط وروي عن الاعمش أنه قرأ ان يصدوكم وهو لحن عند النحويين لان ان اذا جزمت لم يتقدم جوابها والمعنى على قراءة من فتح { ولا يجرمنكم شنآن قوم } لان صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا ومن كسر فالمعنى عنده ان فعلوا هذا والمعنى على الغتح لانه يروى أن النبي صلى اللّه عليه وسلم لما فتح مكة قتل رجل من أصحابه رجلا من أهل مكة كان يقتل حلفاء النبي صلى اللّه عليه وسلم فنزلت هذه الآية |
﴿ ٢ ﴾