٤١وقوله جل وعز { واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن للّه خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل } آية اختلف في معنى هذه الآية فقال قوم يقسم الخمس على خمسة أجزاء فأربعة منها لمدة شهر الحرب وواحد منها مقسوم على خمسة فما كان منه للرسول صير فيما كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يصيرة فيه ويروى أنه كان يصيره تقوية للمسلمين وأربعة لذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل وهذا مذهب الشافعي رحمه اللّه وقال بعضهم يقسم هذا السهم على قلته أجزاء للفقراء والمساكين وابن السبيل لأن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال لا نورث ما تركنا صدقة وهذا مذهب أبي حنيفة وقال بعضهم إذا رأى الإمام أن يعطي هؤلاء المذكورين أعطاهم وإن رأى أن غيرهم أحق منهم أعطاهم قال ولو كان ذكرهم بالسهمية يوجب أن لا يخرج عن جملتهم لما جاز إذا ذكر جماعة أن يعطى بعضهم دون بعض وقد قال اللّه عز وجل { إنما الصدقات للفقراء والمساكين } إلى آخر الآية ولو جعلت في بعضهم دون بعض لجاز ولكنهم ذكروا لأنهم من أهم من يعطى وقال جل وعز { قل ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين } وله أن يعطي غير من سمي وهذا مذهب مالك وأما معنى { فإن للّه } فهو افتتاح كلام قال قيس بن مسلم الجدبي سألت الحسن بن محمد { واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن للّه خمسه } فقال هو افتتاح كلام ليس للّه نصيب للّه الدنيا والآخرة حدثنا أبو جعفر قال نا محمد بن الحسن بن سماعة قال نا أبو نعيم قال نا أبو جعفر عن الربيع عن أبي العالية { واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن للّه خمسه } قال يجاء بالغنيمة فتوضع فيقسمها رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم على خمسة أسهم فيعزل سهما منها ويقسم الأربعة بين الن ثم يضرب بيده في جميع السهم الذي عزله فما قبض عليه من شيئ جعله للكعبة فهو الذي سمي للّه ويقول لا تجعلوا للّه نصيبا فإن للّه الدنيا والآخرة ق ثم يقسم السهم الذي عزله على خمسة أسهم سهم للنبي صلى اللّه عليه وسلم وسهم لذي القربى وسهم لليتامى وسهم للمساكين وسهم لابن السبيل وقيل معنى { فأن للّه خمسه } فأن لسبيل اللّه مثل { واسأل القرية } وقوله جل وعز { إن كنتم آمنتم باللّه } آية أي إن كنتم آمنتم باللّه فاقبلوا ما أمركم به وقيل المعنى فاعلموا أن اللّه مولاكم وناصركم إن كنتم آمنتم به وقوله جل وعز { وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان } آية قال مجاهد هو يوم بدر فرق اللّه فيه بين الحق والباطل |
﴿ ٤١ ﴾