٣٠

 وقوله جل وعز { وقال نسوة في المدينة امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه قد شغفها حبا } آية 

 وروى معاوية بن أبي صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال { شغفها } غلبها

 وروى عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس قال دخل تحت شغافها

 قال أبو جعفر والقولان يرجعان إلى شيء واحد لأن الشغاف

حجاب القلب فالمعنى وصل حبه إلى شغفاها فغلب على قلبها قال الشاعر

  وقد حال هم دون ذلك داخل  دخول الشغاف تبتغيه الأصابع 

 وقد قيل إن الشغاف داء وأنشد الأصمعي للراجز يتبعها وهي له شغاف

 وروي عن ابي رجاء وقتادة أنهما قرءا { قد شغفها حبا } بالعين غير معجمة وبفتحها

 قال أبو جعفر معناه عند أكثر أهل اللغة قد ذهب بها كل مذهب لأن شعفات الجبال أعاليها وقد شعف بذلك شعفا

بإسكان العين أي أولع به إلا أن أبا عبيد أنشد بيت امرىء القيس

  أيقتلني وقد شعفت فؤادها  كما شعف المهنؤة الرجل الطالي 

 قال فشبهت لوعة الحب وجواه بذلك

 وروي عن الشعبي انه قال الشغف حب والشعف جنون

﴿ ٣٠